يمكن تصنيف المعرفة بحسب اعتبارات متعددة، فمن ناحية المصدر مثلا يمكن أن نقسمها إلى معرفة حسية وتجريبية وخبرية وعقلية، وبالطبع تؤثر هذه المصادر في شكل وقوة المعرفة التي لدى الإنسان.

لكن التصنيف الذي يهمنا الآن تصنيف آخر: المعرفة باعتبار الكم والمجال.

أظن أنه يمكن إجمال أنواع المعرفة من هذا التقسيم ثلاثة: معرفة عامة، ومعرفة تخصصية، ومعرفة موسوعية، وبفرض أن الأنواع تعددت فسنتفق في النهاية على حقيقة واحدة، وهي استحالة وجود شخص على هذه الأرض لم يمر بأحد هذه الأنواع الثلاثة بل ربما النوعين الأولين.

الفكرة هي أي نوع من المعرفة يحتاجها عصرنا هذا.

لا شك أن عصرنا الحديث تفوق على سابقه من الزمان من ناحية السرعة والتضخم المعرفي والتقني، إذ إن المخترعات الحديثة وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي - والشبكة العنكبوتية ككل - قد خففت كثيرا من المكابح الزمنية التي كانت في السابق.

وطبيعة هذا العصر لا ينبغي أبدا إغفالها، بل يتحتم علينا كبشر معرفة متطلباتها لنستطيع التأقلم معها. فأي المعارف يا ترى سنختار؟

المعرفة التخصصية لا شك في نظري هي الحل الأمثل، إذ إنها على الأٌقل تضمن لك مجال علم غير مشتت وأيضا وظيفة على أغلب الأحوال، وأرى أن الموسوعية لن تعود بشكلها التقليدي، ربما فقط الجمع بين مجالين متقاربين أو متكاملين.

الإشكال كله في نقطة الثقافة العامة: هل نحن مجبرون على تعلم أشياء خارج نطاق حياتنا؟ أم أنه شيء لابد منه؟

يسعدني تقديم هذه الوجبة الدسمة لعقولكم اليوم كي تشاركونا التفكير والنقد.