لماذا يعتبر الاكتئاب إعاقة؟ كيف تعرف إذا كنت مصابا به؟ وكيف تتجاوزه؟

الصعوبة الكبيرة التي يواجهها من يعاني الاكتئاب (حتى لو لم تصل حالته للتفكير في انهاء حياته) هي إيجاد الرغبة في القيام بالأشياء وبتلك التي من المقترح أن تحسن حالته. نوعا ما يجد نفسه في حلقة مفرغة.

من تجربتي الشخصية، ان لم يستطع الشخص الخروج من حالته بمفرده فعليه الاستعانة بمختص. ليس بالضرورة أن يكون طبيبا نفسيا (يصف دواء للاكتئاب) بل فقط مستشارا نفسيا. وجود شخص آخر يمكنك الاعتماد على ارشاده سيساعد.

عانيت من إكتئاب حاد لعدد من السنوات و قد أثر على الكثير من جوانب حياتي كالارق الحاد أو فقدان الشهية الحاد أو انعزال شبه تام عن العالم و تدني في التحصيل إلخ، بالطبع الأعراض قد تختلف من شخص لآخر فممكن أن ينام المصاب لساعات أطول بكثير من المعتاد أو يأكل أكثر بكثير من المعتاد، أو أن يصاب بأمراض لا سبب عضوي يفسرها كامراض في الجهاز الهضمي أو في المفاصل.

الشيء الوحيد الذي نتج عن هذا العناء هو التفهم و التعاطف مع أشخاص مروا بنفس هذه الحالة..و فهم هذا المرض اللعين نفسه، فللأسف استخدام العامة لكلمة إكتئاب شائع و خاطيء جداً، عدى الخلط بينه و بين الحزن العادي، أو شخص متصنع يحاول لفت النظر فحسب..فالاكتئاب مرض معقد و صعب و متعب أكثر مما يظنه الناس الذين يستخدمون الاكتئاب كمرادف لتكاسلهم عن العمل أو الملل من الروتين.

تعرضت للأكتئاب منذ فترة ليست ببعيدة, ولا اظن ان الامر كان متقدم, فأنا الان لا اعاني من الاكتئاب, لكن اعراضه السابقة لها اثار الى الان.

تجربتي كانت انه اكثر شيء مدمر, ولا استغرب ان هناك من قاموا بالانتحار, لأنك تشعر بأنك تريد الخروج من كل شيء..

اعتقد ان الاشخاص من حولنا هم من يزيدون الامر تعقيدا.. خصوصا الاقربون الاقربون كالوالدان!!

هذا النوع من الأمراض النفسية عافانا الله وإياكم لايفهمها إلا من مر بها ، المشكلة الأكبر والتي يواجهها المريض في مثل هذه الظروف عدم تفهم المحيطين له واعتبار هذا المرض حزنًا عاديًا وأنه يبالغ في توصيف مشاعره الأمر الذي يزيد من عزلته وخجله من الإفصاح عن معاناته مما يجعلها عرضة للتفاقم لاقدر الله ، كما على المريض حتى ينجو من مرضه أن يعرف أولا أن لاشيء سوف يفيده في الشفاء إلا نفسه أيضا عليه فهم ماهية مرضه والقراءة عنه جيدًا وعدم الإستسلام للأفكار السلبية التي تمشي في جسده بالكامل وليس في رأسه فقط ومحاولة تغيير مسارها إلى أشياء ايجابية تساعده في الخروج من دوامة الإكتئاب وعلى المحيطين بالمريض عدم تركه لأفكاره السلبية ومحاولة اخراجه من عزلته ومشاركته بأنشطة اجتماعية ومحاولة إيجاد عمل له خاصة إذا كان عاطلًا أو توجيهه إلى الأعمال التطوعية حتى يشعر بقيمته وعدم تقريعه أو لومه وربط الأمر بتقصيره في الدين بشكل دائم لأن المريض بوسواس الطهارة في صلاته ووضوئه من أكثر الناس حفاظًا عليها إذا الأمر لاعلاقة له دائما بصلة الإنسان بربه بل هو نوع من الإبتلاءات التي تصيب الإنسان في حياته خاصة أن بعض البشر تكون نفوسهم كالإسفنجة تمتص كل شيء مما يجعلها تقع تحت ضغوط وأمراض نفسية مختلفة.

أما العلاج فيكون بمراحل متعددة أولها توكل المريض على الله ومعرفة أن الضر والنفع بيده سبحانه وتعالى ثانيًا أن يطلب العلاج بكل الطرق المتاحة والصحيحة أهمها تغيير مسار أفكاره والخروج من عزلته نعم سيتعب كثيرا في بداية الأمر لكن مع تكرار المحاولة سيخف التعب رويدًا رويدًا حتى يمشي في طريق الشفاء بإذن الله تعالى، أيضا ممارسة الرياضة والأنشطة التطوعية جيدة جدا في هذه الحالات بالإضافة إلى تنظيم موعد النوم ثالثا : أخذ الإستشارة من طبيب نفسي وعمل جلسات معرفية سلوكية إذا تطلب الأمر لتغيير مسار الأفكار السلبية أما العلاج بالدواء فهو يرجع للطبيب المعالج وإذا كانت الحالة تستوجب تناوله فعلا ، أيضًا على الإنسان أن لايغفل الجمع بين العلاج النفسي والعلاج بالقرآن لقوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء/82 وقوله تعالى (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) فصلت/44 وإن شاء الله الإستماع لسورة البقرة أو قراءتها بشكل يومي يؤدي إلى الشفاء التام بإذن الله ، نظرًا لبركتها التي أخبرت بها الشريعة الإسلامية

ثم على المريض إذا من الله عليه بالشفاء أن يشغل وقته بكل الأمور المفيدة وأن لايلتفت للماضي ويعيش حياته بشكل طبيعي كغيره من البشر.

شكرا لك

المستقلة جمان