ليس هناك ما يسبب خلافات وأحقاد ويدمر العلاقات، بقدر عدم الوضوح في الحدود والمهام، لذلك أعتبر أن عدم النقاش في كيفية تقسام الأعمال المنزلية، ووضع خطط والتفاهم على طرق العمل المنزلي، هو واحد من أسوء الشرور التي يمكن أن تدخل أي منزل، سواء كان ذلك بين الأزواج، أو بين المنة والحماية والأسلاف، أو حتى بين الأخوة أنفسهم.
وبينما تبدوا هذه المشكلة بسيطة يمكن حلها بمخطط أسبوعي أو شهري بسيط بين الإخوة، لكن هذه المشكلة لا يبدوا حلها بنفس البساطة بين الأزواج ، بل يتم السكوت عليها وأخذها كأمر مسلم به، على أن الأعمال المنزلية هي من إختصاص النساء، ويتحول العمل المنزلي إلى ممارسة إلزامية قهرية ليس للمرأة الحق في رفضها، وإذا قبل الرجل التعاون معها، يتم احتساب ذلك لصالحه كنوع من أنواع التنازل الراقي، والذي عادة سرعان ما يتحول إلى نوع من المّن والإنعام الذي سيتم ابترزازها به في لحظات الحاجة إلى ذلك .
وبينما اتفق المجتمع على أن الرجل مختص بنوعين فقط من الأعمال، وهو الأعمال الخدمية الموسمية مثل أعمال التصليح البسيطة، أو الصيانة الخفيفة- وهي أعمال لم يعد يقدمها الجيل الجديد من الرجال أصلا إلا قليل-، والأعمال الخاصة بجلب المال أو تحريكه، وهو الوظيفة والتسوق اليومي ...، وكل هذا الأعمال تدور في بوتقة واحدة ، وهي أن تحفظ منصبه المالي وتحفظ قدرته على إكتسابه وتجميعه والإحتفاظ به.
بينما يُوكل إلى المرأة عشرات الأعمال بدون أي مقابل مادي ، إذ عليها أن تكون طباخ، وغسال، ومكوجي، مربي، مدرس، منبه بشري، معالج نفسي، أرطوفوني، عاملة جنس، مدير علاقات إجتماعية، واجهة اجتماعية..وغيرها من الأعمال التي لا يعترف بها أحد، والتي لا يطيق أحد من الرجال أن يقوم بها مجتمعة .
التعليقات