تأثير النعامة (Ostrich Effect) أو تحيز تجاهل المعلومات السلبية: هو ميل الإنسان إلى تجاهل المعلومات السلبية، والهروب من مواجهتها، خوفاً أن لا يستطيع الإنسان التعامل مع الأمر، وطمعاً أن الوضع سوف يتحسن.

في العلاقات العاطفية يميل البعض إلى دفن رأسه في الرمال، فهو لا يحب أن يرى الاحتمالات غير السارة التي أمامه، مثل الوحدة، الانفصال، في مقابل الاختيار الآخر وهو البقاء في علاقة سلبية بدرجة كبيرة.

من صفات التحيزات التي تغيب عنا هي أنها تكون في الواقع أكثر تعقيداً من الوصف النظري لها، فيدور داخل رأس الإنسان كثير من الاحتمالات والأحلام التي تداعب آماله وتزين له المستقبل أنه لن يكون نسخة مكررة عن الماضي، ويطرد صاحب التحيز التوقعات السلبية من تفكيره بحجة أنه لا داعي للتشاؤم.

فنجد الزوج الذي انفصل عن زوجته لأنه يجد منها فظاظة وسوء تصرف، يداعب عقله بأحلام الرجوع إلى زوجته، وأن طبعها سوف يتغير، وربما إذا عاملها بطريقة مختلفة ستصلح من حالها وتصبح زوجة أفضل.

وكذلك الزوجة التي لا يعرف زوجها أن يحمل مسؤولية بيته، ويقلل على الدوام منها، ويسيء معاملتها، نجدها تستغرق في أحلام اليقظة عن حال زوجها وهو ينصلح، وضميره وهو يهتدي إلى حسن العشرة وحسن المعاملة.

في كل هذه الأحوال يتجاهل الإنسان الوقائع التي حدثت بالفعل ويضع لها من خياله تبريرات كأن يتخيل شريك حياته وهو يمر بضغوطات، وأن شريك حياته لابد لم يقصد ما قال، أو لابد أنها كانت لحظة غضب ولن تتكرر كثيراً، وأنه لا داعي للاستعجال فلابد أنه يحبني، وما إلى ذلك من الأفكار التي تحجب الواقع الحقيقي عن الإنسان.

أمام القرارات التي نختار فيها بين اختيارين سيئين عادة نميل لدفن رؤسنا في الرمال ونتجاهل الوقائع السلبية حالمين أننا نتجنب التشاؤم، ونتخيل مستقبل أفضل وتضخم حواسنا هذه الآمال لنصدقها.

كيف يمكننا برأيكم أن نتجنب تحيز تجاهل المعلومات السلبية كي لا يؤثر على قراراتنا؟