رغم أن المعرفة اليوم متاحة أكثر من أي وقت مضى، فإن كثيرًا من الشباب يمرّون بجوارها دون أن يلتفتوا، وكأنها شيء لا يعنيهم. الأمر لا يتعلق بالكُتب بقدر ما يتعلق بشعور داخلي بالانفصال عن المعنى. القراءة، التي كانت علاقة مع الكاتب والمؤلف والشخصيات، لم تعد تمنح فرصة حقيقية للنمو في حياة كثير من الشباب. في عالم يطغى عليه الصخب، ويُكافأ فيه الإنجاز السريع، يصعب أن يجد الشاب مساحة للتأمل، أو حافزًا للغوص في صفحات كتاب لا يَعِد بشيء مباشر سوى الفكرة.
من السهل أن نلوم الشباب أو نردّد أن "الجيل تغيّر"، لكن الأصعب والأصدق هو أن نسأل: متى شعر هذا الجيل أن المعرفة تخصه فعلًا؟ القراءة تحتاج إلى شعور بالجدارة، وإلى فضاء يشعر فيه القارئ أن سؤاله مسموع، وأن ما يقرؤه يمكن أن يمسه حقًا. فما الأسباب التي عزفت بالشباب عن القراءة اليوم بما فيهم أنا :(؟
التعليقات