كيف تمكنت من التغلب على الحواجز النفسية او الشخصية

منذ فترة كنت اعمل في مدينة بعيدة عن أهلي، وفرض علي عملي الوحدة، كنت اعاني من الوحدة، ولكن منذ أن حاولت أن أصاحب وحدتي واستأنسها وانظر إلى الوجه الاخر لها، الوجه الذي منحني وقت كي اقرأ واكتب بدون اي تعطيل، وأمارس انشطتي واندمج في مجتمعات مشابهة لأفكاري، وهكذا هزمت الخوف من الوحدة.

حديثك ذكرني بجملة شهيرة قرأتها ذات مرة "العقبة الحقيقية في الطريق هي نفسك التي لا تؤمن أنك تستطيع تجاوزه." وفعلاً، أصعب الحواجز هي تلك التي لا نراها بالعين لكنها تعيش في داخلنا، التسويف، الخوف من الفشل، القلق من نظرة الناس، ضعف تقدير الذات.. كلها جدران غير مرئية لكنها عالية بما يكفي لتمنعنا من التقدم.

انا لا أنظر إلى تجربتي الشخصية كمرجعية نهائية أو مصداق للنجاح، بل كعينة خاضعة للنقد المستمر والتفكيك التحليلي. السؤال عن الحواجز التي تغلبتُ عليها يفترض ضمنًا أن التجاوز يعني التخلّص النهائي من المشكلة، وهذا في ذاته طرح اختزالي. فالسلوك الإنساني وخاصة عند النساء، وفق ما لاحظته في مئات النماذج الواقعية التي درستها ليس خطيًا ولا دائم الاتساق، بل تحكمه دوائر معقدة من العاطفة، التناقض، والبحث عن القبول.

أحد الأخطاء الشائعة في سرد التجارب الشخصية، خاصة عند بعض النساء، هو الميل إلى تحويل الألم إلى قصة بطولية ذات طابع تجميلي، حيث يتم تجاهل العمق النفسي للمشكلة لصالح نهاية سعيدة تستدعي التصفيق لا التحليل. وأنا، كمشتغل في هذا الحقل، أرفض هذا النوع من التبسيط.

لم أعد أطرح على نفسي سؤال.. ما الذي تغلبت عليه؟ بل... ما الذي أفهمه الآن بشكل أعمق؟، لأن الفهم ... لا القهر ... هو مفتاح التحرر. أنا لا أؤمن بالتحفيز المجرد، بل بالوعي التحليلي، الذي يدفعك لمصارحة الذات لا لتخديرها بشعارات النجاح.

معظم الحواجز التي تمنعني من تحقيق اهدافنا وامانه هي حواجز نفسية شخصية

هذا تصور خاطىء أخي، فالأهداف أولاً يجب أن تكون معقولة حتى يمكن تحقيقها، لا يمكن أن نهدف لتحقيق أهداف تستغرق سنوات من العمل الجاد ثم نظن إننا يمكننا تحقيقها قي شهور لو تغلبنا على عوائقنا الداخلية.

أغلب الأهداف تحتاج إلى التزام وتفاني واجتهاد وتنظيم، والتفاتنا الكثير إلى عوائقنا الداخلية يمنعنا من التركيز على خطواتنا الحقيقية المطلوبة لتحقيق أهدافنا.

أرفض فكرة أننا نحدد تأثير العوائق أو الحواجز، فهي تفرض نفسها لا نحن من نفرضها، وإلا فبذلك تختفي فكرة الاستحالة وفكرة الصعوبة وفكرة العقبات وتخطيها طالما الأمر يتعلق بنظراتنا.

العائق أرى أنه يفرض نفسه والفاصل في طريقة تعاملنا معه يتوقف على القدرة والمهارة والثقة وعوامل عديدة أما مجرد الاقتصار على التقييم بالنظر أو الانطباع فلا أراه صحيح