هل مررتم يومًا بعلاقة تدور في حلقة مفرغة من الانفصال والعودة؟ الخصام إلى حدود متطرفة ثم الصلح والعودة كأن شيء لم يكن!
في كل مرة يصرّ أحد الطرفين أو كلاهما على إنهاء العلاقة، ثم بعد أيام فقط يعودان إلى بعضهما وكأن كل الإهانات والمشاكل لم تحدث!
علااااااش؟
علماء النفس يسمّون هذا النمط "العلاقات المتذبذبة Relationship Churning "، وهو نمط تعلقي أشبه بإدمان عاطفي يجعل صاحبه حبيس داخل دائرة مفرغة من مشاعر الحب والكره، الرغبة في الأخر والنفور، لا يعلم هل هو في الظلمة أم النور، في السعادة أم في لجحيم، تماما كما في أغنية Daylight لــــDavid Kushne : Oh, why do I love and hate her at the same time?
من الخارج تبدوا للناضر أن صاحب هذه العلاقة شخص تافه أو ضعيف، محض غرير يلعب ويعيش حياته بالطول والعرض، لكن الأبحاث في علك النفس نشير إلى أنّ هذا النوع من العلاقات يرفع من معدلات القلق والاكتئاب، بل ويشبه في طبيعته الإدمان، بسبب التعلّق العاطفي المتقطع الذي يصعّب الانفصال النهائي.
المثال الأشهر عربيًا هي شيرين التي أثارت جدلًا واسعًا بسبب انفصالها وعودتها المتكررة إلى حسام حبيب، لدرجة أن النقاد الفنيين أستحذثوا مصطلح جديد يعبر عنها، سموه " حالة شيرين"، والتي تشير إلى التقلابات العاطفية العنيفة لشيرين، المؤسف أن الكثير من الناس ذهبوا إلى تفسيرات متطرفة جدا عن حالة شيرين، منهم من يقول أنها مازوخية تتلذذ بالألم، وأخرون نعتوها بالذليلة الضعيفة لذرجة أن الكثير من جمهورها بدأ يقاطعها ويقول أن مسيرتها أنهت بفعل هذه التصرفات.
مالا يعلمه الناس أن وراء قصة شيرين تاريخ طويل من الصدمات النفسية التي حولها إلى شخص مُتعلق وقلق، وأن ما تعانيه ليس بالضرورة كما يقولون بل هو نمط تعلقي يحتاج إلى معالجة نفسية، والأمر لا يقتصر عليها وحدها، فهذا النمط حاضر في حياو أغلب الناس والمشاهير حول العالم.
فكروا معي قليلاً، لماذا يعود الناس إلى الشخص نفسه رغم كل الأذى؟ هل هو ضعف بشري، أم أنه برهان على حب لا يموت؟
إذا مجرد تعلق، هل تعتقدون بأن التعلق يمكن أن يتحول إلى حب لاحقا؟
التعليقات