في سباقها نحو التحديث والتقدم، راهنت العديد من الدول على التيار النسوي كوسيلة لتسويق صورة حضارية عنها أمام العالم. بدا أن أسهل طريق لإقناع الآخرين بأن المجتمع بات أكثر تطوراً هو إظهار المرأة في الواجهة، متقلدة المناصب، متحدثة باسم "الحداثة"، باعتبارها وفق الصورة الدعائية الكائن الأضعف الذي أصبح الآن يملك كل مفاتيح الحياة العصرية.
لكن الحقيقة التي بدأت تتكشف اليوم، هي أن هذا الرهان لم يكن سوى تلميع لواجهة مهترئة. لم تكن النسوية في هذا السياق وسيلة بناء حقيقية، بل تحولت إلى أداة دعائية، تُستغل لتجميل الواقع دون تغييره. والنتيجة؟ مجتمع بلا هوية واضحة، تتآكله الأزمات الاجتماعية، ويعيش حالة من التيه القيمي، لأنه استبدل البناء الجاد بالصور الرمزية.
لقد أصبحت النسوية، في هذا الشكل التسويقي، ترويجاً للوهم. لا لأنها بلا قيمة، بل لأن من استعملها لم يكن يسعى للعدالة أو التمكين الحقيقي، بل لنسخة مزيفة من التقدم. فهل آن أوان مراجعة هذه الرهانات لانها موجودة بكثره في مجتمعاتنا العربية ؟ وهل حان الوقت لفهم أن بناء المجتمع لا يكون برفع الشعارات، بل بالعمل الجاد، المتوازن، الذي يشمل الجميع دون تمييز أو استغلال رمزي؟
التعليقات