يقول آلان دى بوتون، مؤلف وفيلسوف بريطاني معاصر، إن اللغة ومفراداتها تساعدنا على فهم جوانب عميقة جدًا من النفس والعقل، فكلما ازدادت محصلتنا اللغوية، استطعنا التعبير عما في دواخلنا من خلال كلمات وعبارات واضحة بدلًا من إنكار المشاعر أو كبتها أو بقاءها مجرد أفكار داخل المخ، ولا نجيد التعبير عنها، فتتراكم وتخرج لاحقًا في شكل انفصال عن الواقع أو لامبالاة أو حتى نوبات غضب دفينة.

فهو يرى أن الطفل الصغير قد يبكي كثيرًا كونه غير قادر على التعبير لغويًا عما يشعر به، في حين أننا نملك تلك المهارة الآن، وقد نرغب عنها في معظم الأوقات، فبدلًا من التوصيف الصحيح للمشاعر بعبارات مثل: "أنا غاضب الآن، أو أنا خائف، أو حزين، أو سعيد، أو قلق..." نتجاوز ذلك إما بعصبية وانفعالات غاضبة دون معرفة أسبابها، وإما الشعور بالضيق مما نشعر به داخليًا، وعليه تتراكم المشاعر وتتكون طبقات وطبقات وتتحول إلى دائرة من القلق حول شعور بدائي لم نرغب في التحدث عنه.

وهنا يذكر آلان، الدور الجوهري العلاجي لكتابة المذكرات اليومية، فهي بدورها تترجم كل الأفكار والمشاعر العميقة في شكل كلمات على ورق، وهي تساعد العقل على ترتيب الأفكار ومتابعة الحالة اليومية للشخص، فهل جربتم كتابة المذكرات يوميًا، وكيف تجدون تأثير كتابة المشاعر بمفردات سليمة؟