من أكثر المشكلات التي قرأتها هنا على المنصة، كانت لشخص عالق في الشعور بالندم على تخصص دخله دون رغبة منه، أو نادم على عدم تحصيله على درجات مرتفعة بالثانوية، أو طلاق الشخص لسبب ما، المشترك بين كل هذه الأحداث، هو أن جميع الأطراف في هذه المواقف، يشعرون بالندم السلبي، حيث يشعرون بالعجز أو الانكسار، ويتحسرون على الفرصة التي ضاعت ويلومون أنفسهم، ويظلون معلقون في الماضي، وهذا سيعيق قدرتهم على التطور والمضي قدما، وبالتالي يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية وكذلك علاقاتهم الاجتماعية.

وهذا يجعلنا نفكر في كيف نتعامل مع مشاعر الندم التي نشعر بها بأي موقف بطريقة إيجابية بعيدا عن السلبية؟

بالنسبة لي الندم يعكس قدرتنا على التواضع والاعتراف بأخطائنا ونقاط ضعفنا، عندما نشعر بالندم على سلوكياتنا أو قراراتنا السابقة، فإننا ندرك بوضوح أهمية التواضع والتعلم من الأخطاء، لذلك فالندم قد يدفعنا إلى اتخاذ خطوات إيجابية لتصحيح الأمور وتعويض الأضرار التي قد نكون سببًا فيها.

يمكن أن يدفعنا الندم على تصرفاتنا الخاطئة إلى الاعتراف بالأخطاء وتقديم الاعتذار لمن أذيناهم، مما يساهم في بناء علاقات صحية ومتوازنة، كما يمكن أن يحفز الندم الأفراد على السعي نحو تحسين وتطوير الشخصية، حيث يقوم بتصحيح مساره وتبني عادات صحية جديدة لكي تعوض الأخطاء السابقة.

تجارب الندم يمكن أن تكون دافعًا للتحسن والتطور، وليس مجرد عائق يعيقنا عن التقدم، إذا استطعنا تجاوز خوفنا من تجارب الندم واستخلاص العبر القيمة منها، فإننا سنكتشف أن الندم يمكن أن يكون صديقًا يساعدنا في رحلتنا نحو النمو والتطور الشخصي.