يخفي الشخص، الذي اختار أن يجعل الأكاذيب أسلوب حياة، سلسلة من الأهداف المحددة للغاية التي تشمل بالأساس الرغبة في السلطة والمكانة والهيمنة والمصلحة الشخصية. عندما يكذب الشخص بشكل متكرر، فإن الاستجابة العاطفية لأكاذيبه تتوقف. وفي مواجهة الغياب التام للمشاعر، تصبح هذه الممارسة أسهل وعادة دائمة. لهذا السبب، خلص أطباء الأعصاب إلى أن دماغ الشخص الكاذب يعمل بشكل مختلف عن الآخرين: إنها عقول مدربة بذكاء لهذا الغرض.
يتميز الدماغ البشري بمرونته لذلك من غير المفاجئ أن نعلم أن الكذب مهارة مثل أي مهارة أخرى يكفي أن نمارسها يوميا للحفاظ عليها.
وكثيرا ما كان علم النفس وعلم الاجتماع من المجالات التي تهتم بدراسة عالم الأكاذيب والخداع. وعلى مدى عقود قليلة، وبالنظر إلى تطور تقنيات التشخيص، سلط علم الأعصاب الضوء على معلومات مهمة ومثيرة للقلق في الآن ذاته حول الكذب.
وهنا نشير إلى أنه مثلما الصدق نتيجة التدريب المستمر والتعود، فإن الكذب أيضا يبدأ بأكاذيب صغيرة ثم يصبح عادة. ولكن الكذب المستمر يدفع الدماغ إلى حالة تدريجية من عدم الإحساس لتصبح الأكاذيب أقل إيلامًا وتتحول إلى أسلوب حياة.
يصاب معظمنا بالذهول من سلوكيات الذين يكذبون، مثل السياسيين الذين يتشبثون بأكاذيبهم ويدافعون عن صدقهم المزعوم ويطبّعون أفعالهم التي هي في حد ذاتها مستهجنة للغاية بل وحتى إجرامية. لكن هل هذا السلوك جزء من دورهم كمسؤولين عموميين أم أن الكذب يرتبط بعامل بيولوجي؟
التعليقات