إكتئاب ما بعد الولادة هو تعبيرعن فشل الأنثى في الارتباط بذكر متفوق جينيا، فهي تصاب بانهيار عصبي حينما تدرك أن ابنها سيرث من أبيه بلادة العقل و قبح الشكل و ضعف الجسد و ترهل الشخصية، فشتان بين ما كانت تتطلع إليه في فارس أحلامها من صفات الألفا القوي ، و بين ما حصلت عليه الآن في زوجها من مواصفات البيتا الذي تمشي الغرض فيه .
لذلك نجدها دوما نكدية و لا يعجبها العجب و لا صيام رجب، فحتى لو قدم لها زوجها عجائب الدنيا السبع فلن ترضى، فالأنثى لا يهمها ما تقدمه لها بقدر ما يهمها من أنت أولا و آخرا، فهي بفطرتها تبحث عن قائد مغوار همام يفتحها و يبسط سيطرته على كافة حواسها و غرائزها، و يقلبها ذات اليمين و ذات الشمال و قلبها باسط ذراعيه بالسرور.
فالأنثى كلما قدمنا لها الهدايا و التضحيات و التنازلات، كلما اعتبرت نفسها إلاها له ما في السماوات و ما في الأرض، و اعتبرتك أنت عبدا مملوكا لا يقدر على شيء، و اعتبرت ما تقربه لها قرابين و أضحيات و فروض طاعة و ولاء و بيعة، و سيجعلها كل هذا تتلذذ بإهانتك و تستمتع باحتقارك و تنتشي بإذلالك، و ستلعب بك كما يتقاذف رونالدو و ميسي الطابة.
و الذي لا يفهمه الرعاع و لا يفقهه الدهماء و لا يستوعبه الهمج هو أن المرأة إما أن تكون متغطرسة على زوجها أو جارية تحت قدميه، إذ لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة و النار على حد تعبير نزار قباني، فأكذوبة رفيق الحياة و شريك العمر و توأم الروح لا يوجد ما هو أسخف منها، إذ لا يمكن أن يكون للبيت قائدين كما لا يمكن أن يكون للطير رأسين.
التعليقات