يقدس الناس منذ القدم أصحاب القوة و العضلات و أصحاب المال و السطوة .. و حتى النساء تجدهن ينجذبن إلى هؤلاء النوع من الرجال احتماءا بقوتهم و رغبة في حمل جيناتهم و هذا السلوك البشري مستوحى من عالم الحيوانات .. فاختلاط البشر القدامى بالحيوانات جعلهم ينسخون الكثير من قوانينهم و سلوكياتهم و يطبقونها على أنفسهم .. و لكن مع تطور التفكير الإنساني بدأ يتلاشى الاقتباس من عالم الحيوانات و بدأ البشر يؤسسون أخلاقهم و قوانينهم بناءا على الاحساس الإنساني بالفرادة و التمايز عن الحيوان بالعقل و بالتفكير السليم و بالتعاطف و الذكاء و الاختراع و بالقدرة على تنظيم الحياة بالعدل و بالحوار الفعال .. لذلك أصبح من المستغرب و المستنكر اختيار الرجال بناءا على معايير جسدية .. لأن الجسد عبارة عن شيء مادي أرضي زائل عائد إلى ضعف و تلاشي .. أما الروح فهي التي تكبر مع مرور الزمن و تنضج و تزدهر .. فإن اختيار الأرواح الطيبة هو الإختيار الأفضل في الحياة .. للجسد السليم الجميل دور فعال بلا شك و لكن إذا كان الجسد يحمل روحا غير ناضجة و ضعيفة فإنه سيصبح جسدا بلا قيمة في يوم ما .. لأن ملل الإنسان من الأجساد سينتهي و لكن لا يمكن الملل من الأرواح الثرية الغنية .. لذلك إذا تم التنمر عليك بسبب ضعفك فكن على وعي بأنه رأي بشري واهي لا قيمة له أمام نظرة الله الخالق لك .. فالخالق خلقك بهذا الشكل و بهذا الذي يرونه ضعفا .. و بالتالي كن فخورا بروحك و بحب الله لك فلو لم يكن الله يحبك ما خلقك .. و لا تهتم بمعاييرهم البشرية الواهية ..
معايير واهية !❗
مما كتبت سابقا:
" هناك قوة العضلات، قوة العقل، قوة فرط المشاعر وحتى قوة الجماعة.. لكن القوة الحقيقية تقاس بمقدار صبرك على ما تجاوزت من ظروف"
الانجذاب للقوى السطحية الظاهرة كالقوة الجسدية او الذكاء المفرط الواضح أو الجمال الساحر.. هو شيء طبيعي وأزلي نشترك فيه حتى مع بقية الكائنات، لكن الله ميز الانسان بالعقل عنهم لذا، اتباع الغريزة الاعمى تصرف غير انساني! بهذه البساطة.
هناك معايير منطقية وأخلاقية لا يجب إغفابها
@Rafik_bn نعم هو شيء طبيعي غريزي و هو مستوحى من عالم الحيوان .. و لكن بما أن الإنسان العاقل يمتلك ميزة العقل و ميزة القدرة على الوعي و التفكير و التعلم الأخلاقي عليه أن يعطي أولوية و أهمية للجانب المعنوي النفسي الروحي بالدرجة الأولى ببساطة لأن الجانب الروحي هو الجانب الذي يدوم و الذي نضطر أن نتعامل معه في الناس .. فمثلا ما فائدة أن يكون أخي أو صديقي جميلا و له عضلات بينما هو سيء الأخلاق مؤذي و جارح بكلامه و أيضا هو غبي الاستيعاب و الفهم .. الخ .. فالقوة البدنية مهمة لإنجاز الأعمال و للدفاع عن النفس و الأهل و الأرض و العرض و الوطن .. و لكن إذا كانت قوة بلا أخلاق و بلا حكمة و بلا حسن إدارة فستصبح قوة سلبية ضارة على المجتمع و ضارة للشخص نفسه .. لذلك لابد من إدارة أخلاقية حكيمة تستطيع أن تكون التوجيه الروحي للقوى البشرية ..
ولكن حتى الرجال ينظرون بنظرة مماثلة للمرأة، فيختارونها على أساس الجسد والشكل! لهذا استغرب كثيرا تركيزك على الرجال فقط بشكل خاص عند التحدث عن المعايير الواهية مع أنهم الفئة الأكبر التي تتبع هذه المعايير! والفئة الأقل التي لا تتأثر بها، انظر لأغلب الأزواج لترى من المتأثر بالمعايير الواهية ستجد أن أغلب النساء الجميلات يختارن رجال عاديين، أما نسبة الرجال الناجحين أو الأقوياء أو الوسيمين الذين يختارون إمرأة عادية لن تتجاوز ١% حتى.
@rana_512 كلامك صحيح حتى اختيار النساء بناءا على المعايير الجمالية الجسدية على حساب اهمال الذكاء و الروح هو معايير منقوصة واهية .. ببساطة لأن الروح الطيبة و القيم الأخلاقية الحسنة هي الأفضل و هي التي يصطبغ بها كل شيء آخر .. فالأخلاقيين سواء رجال أو نساء هم أشخاص يدركون جيدا و بعمق كيف يسخرون جمالهم و قوتهم و مواهبهم على نحو سليم مفيد لا ضرر فيه .. بينما الذين لا يمتلكون ذكاء روحي أخلاقي فإنهم يستعملون قوتهم و مواهبهم في وجه ضار و لا يمكن الارتياح نفسيا مع أشخاص موهوبون في كل شيء إلا في الجانب الأخلاقي
فكرة فلسفية جيدة،لكن على أرض الواقع الجسد والروح لايمكن فصلهما عن بعض فكل منهمايكمل الأخر، و انهيار احدهم سيتبعه انهيار للاخر، اذا اهملنا الجسد و وهن الجسم وأعتلّ أو مات، ما مصير الروح؟ لا يمكن فصلهما عن بعض إلا بالوفاة، وطالما كان الانسان حي فعليه ان يهتم بالجسد والروح معا، لكن مع فكرة التوزان ، فلا يهتم بجسدة اهتماما مبالغا فينعكس ذلك على حساب الجانب الروحي والداخلي.
@Mohamed_i_4 لا عيب في الاهتمام بالجانب الجسدي و الحسي و المادي و لكن العيب هو في الإستعمال الضار .. فمثلا لو كنت في فريق كرة قدم و خيروني في الإختيار بين فريقين فريق له لياقة بدنية ممتازة و مهارات أداء عالية لكنه غير منسجم نفسيا و أخلاقيا و يتميز أعضائه بمساوئ أخلاقية كثيرة و بين فريق آخر له نقص في اللياقة و المهارات لكنه ممتاز الأخلاق و منسجم نفسيا .. فسأختار الفريق الثاني .. فالمعيار هنا ليس الرغبة في الفوز و لكن هو الرغبة في الحفاظ على التماسك الأخلاقي النفسي .. فما الفائدة إذا فزت بالمباراة بينما اكتسبت سمعة أخلاقية سيئة و كرهني الناس .. فأن نربح الجانب الأخلاقي أفضل من أن نربح الجانب المادي و المالي ..
الانجذاب السطحي ليس عيب أو جهل أيضاً، فأنا لن ابذل جهد في تحليل الشخص أو تقييمه بعمق لأي غرض إلا لو كان الانطباع الأولي جيد، وبالمناسبة اللياقة أو القوة أو الثراء أو السلطة أو الجمال أو نقاط القوة الاجتماعية أو الاقتصادية أو في أي منحى لها ليست عيب.
ولا أرى الانجذاب بناءاً عليها عيب أو خلل ولكن ربما لا يناسب الجميع هذا المعيار في الانجذاب، ولكن عند مرحلة معينة في الحياة أو العمل ستجد نفسك تتعامل به.
تبحث عن الأفضل حتى لو كان أفضل ظاهرياً لتقرر بعدها أن تقترب أكثر وتمعن النظر ثم لك من بعد ذلك السعي في غرضك.
فأنا مثلاً لو سأذهب لعرض ملف مشروع خيري على جهات دعم جديدة لن اذهب لشركة أو مصنع أمامه عربات العمل تبدو قديمة أو أبواب المكان صدأة؛ فلو كان معه ما يزيد لما ظهر هكذا، ولو مثلاً سأذهب للحصول على نصيحة في صالة رياضية فلن أذهب لانحف شاب بهم وقس على ذلك البقية
@Eslam_salah1 ليست عيبا و لكن الإختيار بناءا عليها وحدها فقط مع اهمال الجانب الروحي يعتبر اختيار مادي بحت .. فمثلا جاء في حديث مروي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( تُنْكَحُ المرأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .. فالتوصية النبوية جاءت للجوهر و ليس للمال و المظهر و في هذا حكمة عظيمة لمن يتدبر ..
التعليقات