أحيانا ننجز عملا بطريقة جيدة جدا، ولكن يظل تفكيرنا محصورا فقط في الجزء الناقص حتى لو كان هذا الجزء لا يذكر مقارنة بجودة العمل ككل، هذا هو الانتقاء السلبي وهو أحد أشهر أخطاء التفكير، حيث نركز على النقاط الناقصة أو السلبية ونتجاهل تمامًا الإنجازات التي تحققت. يشبه الأمر البحث عن الإبرة في كومة القش، وعند العثور عليها، يأتي الحكم بأن الكومة كلها غير مفيدة لأن بها هذا العيب.

على سبيل المثال يظهر عندما ينظف أحدهم غرفته، ويترك جزءًا صغيرًا دون تنظيف بسبب ضيق الوقت. بدلاً من الشعور بالإنجاز، قد يأتي التفكير "الغرفة ما زالت غير نظيفة"، متجاهلًا كل ما تم إنجازه. أو مثال آخر، شخص يعرف أنه يميل للتسويف أحيانًا، ويبدأ بجلد ذاته بسبب هذه الصفة، متجاهلًا كل نقاط قوته أو الأشياء التي أنجزها بالفعل. هذا الانتقاء السلبي يحول العيب الواحد إلى عدسة يرى من خلالها كل شيء آخر. وهذا تحديدا قادر على أن يعود بالسلب علينا سواء بانخفاض ثقتنا بأنفسنا، ويقلل من الدافع الذي يجعلنا نستمر ونتقدم للأمام، وطبعا عدم الشعور بالرضا الدائم عن أنفسنا وحياتنا، وهذا يدفعنا لنتسائل كيف يمكن أن يتغلب أي شخص منا على هذا النوع من التحيز الفكري؟