لا يمكن تجاهل دور معتقداتنا في تقييم المعلومات، فنحن نميل إلى تحليل وفهم المعلومات الجديدة بالرجوع إلى معتقداتنا الحالية، ونختار ونستهلك فقط ما يؤكد وجهة نظرنا، بينما نرفض أو نتجاهل كل ما يتعارض مع قناعاتنا.

فالتحيز هنا عنصر فطري في النفس وله تأثير على كل أفراد المجتمع، كما أنه يوجهنا إلى فهم المعلومات من خلال مفاهيمنا وقناعاتنا السابقة، وعلى سبيل المثال قد يميل شخص لديه قناعة بنظرية المؤامرة حول سلامة وأمان بعض اللقاحات إلى البحث عن طرق يمكنه من خلالها تفسير أي معلومة جديدة لكي تدعم وجهة نظره بغض النظر عن صحتها أو قيمتها مع تجاهل أي معلومة تنفي اعتقاده.

وهناك شخص آخر يقرأ مقال إخباري حول قضية مثيرة للجدل فإن كان الخبر يأتي وفق رؤيته ومعتقداته وأفكاره فإنه يصدقه دون البحث عن تأكيد أو نفي، وإن كان غير ذلك فهو يبحث في المقالات الأخرى حول نفس الموضوع ومن مصادر مختلفة لكي يجد نفيًا أو مقالًا مكذبًا لما قرأه.

والسؤال الذي يلح علينا هنا، هو كيف نتخلص من هذا التحيز ونقيم المعلومات بموضوعية تامة؟

إذ يجب أن نكون متيقظين لتحيزاتنا ونعرف تأثيرها على كيفية تقييمنا للمعلومات، ويعد تطوير مهارات التفكير النقدي شرطًا أساسيًا يشمل فحص البيانات من زوايا متعددة، وتحديد المصداقية، وتحديد الأدلة الموثوقة، فهناك مهارة أخرى مهمة للعثور على المعلومات وهي استخدام مصادر متنوعة، بالإضافة إلى الاستماع إلى وجهات نظر مختلفة.