في عالم قاسي لا يخلو من الصراعات والصدمات، يتعرض البعض للإصابة بالاضطرابات نتيجة عنف أو سوء معاملة أو الشعور بالخذلان والإحباط -وما أكثر هذه المواقف بهذه الأيام- فيتجهون إلى الانفصال عن الواقع في هذه الفترة العصيبة من حياتهم لا يتقبلون ما هم فيه.

وما لفت انتباهي لذلك تذكري لحالة أحد الأصدقاء الذي اختفى لفترة بعد وفاة والدته التي كان يحبها جدا، يقول لي إنه لم يصدق ذلك وأن ما يمر به من أحداث هو حلم ولا يتقبل الفكرة أبدا، بل حبس نفسه داخل غرفته ولا يكاد يفارق سريره من انطوائه على نفسه ولا يتقبل الواقع الخارجي، يقول بعد الصدمة لا أشعر بوجود نفسي وأنه في عالم آخر وأحيانا لا يعرف ما هو اليوم أو التاريخ، الصباح أو المساء، لا يتذكر ممن حوله وكأنه يراهم لأول مرة، يشعر كأنه غريب من أنا ومن هؤلاء وكيف أتيت إلى هنا؟.

والسؤال الذي يجول في ذهني هل يمكن أن يكون الانفصال عن الواقع رد فعل طبيعي للصدمات الحياتية؟

وكيف يمكننا تحفيز الأشخاص المنعزلين عن الواقع ليستعيدوا تواصلهم مع الحياة بعد تجارب الصدمات؟