إذا أردنا علاقة جديّة مستدامة مع الشريك لا يجب أن ننشغل بالحب أولاً بل بالمال، دعونا نواجه الأمر، خاصة إنّ كان أحدهما يعتقد بأنّهُ غير مُلزم بدفع فواتير، كالكثير من العادات العربية التي تجعل البنت مُتطلّبة من زوجها دون أن يكون لها نصيب في هذا الكسب، أي أن تطلب وفقط، أو عندما يجلس الشاب مستسلماً للبطالة. عندما يتعلق الأمر ببناء علاقة جدية، لا يجب أن نخاف من مناقشة الشؤون المالية، والأهم لا يجب أن يكون هذا أمر مثير للدهشة!

مفاجئة شريكك بهذا الحديث دليل على أنّه لم يفكّر أصلاً بهذا الأمر جدياً أو أنّهُ سيكون شريك سيء في المستقبل فيما يخص الماديات! ما أريد أن أتوصّل إليه بأنّ الحديث مسبقاً في هذه الأمور أفضل للتوفيق بين التوقعات وتجنّب المفاجآت، ما يدرينا ما الحياة التي يتخيّلها شركائنا مادياً؟ ما يدرينا بأننا قادرين على تلبية هذه الخيالات؟ علينا (قبل لا بعد بداية العلاقة) فهم أولويات بعضنا البعض في هذه الأمور التي تسبب عادةً أشرس النزاعات وأكثرها ثقلاً، مناقشة عادات الإنفاق وأهداف الادخار والالتزامات المالية يمكن أن تمنع حدوث اشتباكات مستقبلية، مشكلات واقعية نسمع بأنّها سبب انفصالات كثيرة، مثل الإجازات أو تناول الطعام بالخارج أو إصلاحات السيارة غير المتوقعة، تراكم هذه الأمور يسبب انفصالات بنسب لا يمكن أن نتخيّلها!

طبعاً وأنا أقول "قبل" قد يعتقد بعضنا بأنني أتحدّث عن شروط واشتراطات، لا بالتأكيد، هذه المناقشات هدفها فقط يتعلق ببناء الثقة وتعزيز التفاهم، وأنت؟ إلى ماذا تميل في هذه المسألة؟ الحديث قبل العلاقة الجدية أم بعدها أم عدم التحدث أصلاً عن هذه الأمور؟ ولماذا؟ شاركوني آرائكم!