"هل الحب وحده يكفي "؟ مشكلة الطلاق في العالم العربي: نحو فهم للعوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة"

الأسباب كثيرة جدا ومتنوعة، ولكن ما أجده أكثر شيوعا وبالتطبيق على نماذج أعرفها شحصيا كانت تتمثل حول الاختلاف في نسب الحقوق والواجبات لكلا الطرفين، فالزوج يرى أن لزوجته واجبا في أمر معين، وهي بدورها لا تراه واجب، والزوجة ترى أن لها حق في أمر معين وبدوره الزوج لا يرى هذا، هذه الإختلافات الجوهرية هي ما تزيد الخلافات والمشاكل اشتعالا ومع كثرتها وعدم القدرة على إيجاد حلول ترضي الطرفين أو تقديم تنازلات، تستحيل الحياة ويصبح الطلاق هو الحل.

سبب أخر شائع أيضا وهو تدخلات الأهل أو حتى أصدقاء أو اشخاص مقربين سواء بنية حسنة أو غير حسنة، فالزواج هو علاقة بين شخصين اثنين، وعند تدخل أطراف أخرى ذات تأثير لتفرض رأيها وحكمها على تصرفات أحد الزوجين يضر هذا الأمر بالعلاقة كثيرا ويخلق مزيدا من الخلافات، ولهذا حل أي مشاكل أو نقاش أي قرارات يجب أن يكون خاص بالزوجين فقط ولا يجب إقحام أي أطراف أخرى لفرض وجهة نظر معينة.

دعني احدثك عن الطلاق في اليمن وعلى وجة الخصوص المنطقة التي اعيش فيها ، تكاد تكون نسبة الطلاق شبة منعدمة حرفيا ممكن 1 في ال1000 هذه نعمة من الله مع العلم الكل يعرف الظروف الاقتصادية في اليمن لو تحدثنا على الرواتب نجد انها لاتتعدى 100 دولار از 200$ خصوصا الموظفين الحكوميين.

الرجل يرى ان واجبة ان يعمل ويوفر ماتحتاجه اسرتة والمرأة هي من تعمل في المنزل لا يوجد شي اسمة عمل للمراة خارج المنزل.

إن اهم عامل يمتن العلاقة هو" الوازع الديني

لا أتفق الصراحة مع حضرتك في هذه الجزئية، بعيداً عن الحديث الديني المُفصّل، أريد من حضرتك الانتباه إلى الكثير من القضايا التي صارت أصلاً بسبب فهم الناس الخاطئ للدين، أي ظلم المرأة تحت اعتبارات دينية غير صحيحة نهائياً، هذا نراه يومياً للأسف، ولذلك الإنطلاق من فهم الناس للدين في مسألة متانة العلاقات أمر يبدو لي أحياناً مُربك، حيث أن الوازع الديني ليس متساوياً عند الجميع وهو أمر قلبي داخلي لا يمكن لأي أحد الإعتماد فيه على الآخر، أقترح لذلك قيمة أخرى برأيي مُضافة إلى ما قلت حضرتك، قيمة لو استطعنا الحفاظ عليها لأمكننا فعلاً الحصول على علاقة متينة بين أي فردين بالمجتمع، سواء كانوا في قفص زوجية، أو حتى بين الأصدقاء، وهي قيمة الحوار والصبر وعليه، الذين يستطيعون فعلاً النقاش في أبسط التفصيلات والجدال فيها مطولاً لحلها دون أن تؤثّر أو يؤثّر هذا النقاش على جودة علاقتهم فهذا الأمر يعطي عندهم مفعول عكسي، أي سيمتن هذه العلاقة كثيراً بتراكم هذه المحاورات والجدالات التي تهدف إلى فهم الآخر وإيجاد دوائر رمادية يمكن الإنطلاق منها في بناء حياة هادئة وعلاقات متينة

ماهي العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع معدلا الطلاق في مجتمعكم ؟

من أهم العوامل التي أراها سببا مباشرا في زيادة معدلات الطلاق:

• الاصطدام بالواقع المغاير تماما لما يتخيله الطرفان سابقا، فمن السهل جدا على فتاة أن تقول لمن تريد "سأتزوجك ونعيش في خيمة" كلام سهل جدا، لكن حينما يتم الزواج بالفعل تفاجأ بأن ما ظنته من سهولة في التعايش بظل الوضع المادي الصعب غير حقيقي، وكثرة الطلبات مع قلة الدخل فتحدث صدمة الواقع، ولا تستطيع التعايش معها، فيتقلب الأمر رأسا على عقب. وكذلك الشاب الذي يعد الفتاة بتقبل أمر معين كانقضاء معظم وقتها في العمل مثلا، ثم يجد أن الأمر صعب فتبدأ المشكلات بالظهور فيضطرون بالنهاية إلى الطلاق.
• الصراع بين الجنسين الذي يغذيه الإعلام كلما سنحت له الفرصة وبكل الطرق، هذا الصراع الذي يملأ عقل كل طرف منهما به يجعل لقبول أتفه الأمور وأصغر الخلافات حسابات مختلفة فتتحول إلى معضلات كبرى ولا يتقبل أي طرف منهما رأي الآخر فتكون هي النتيجة نفسها.
• الانفتاح الواسع على ثقافات الغرب واستيراد ما لا يتناسب منها إلينا بل إن بعضه عند التدقيق تجده لا يحدث في الغرب نفسه.

اعتقد انه دائما ما تكون خلافات صغيرة فقط و بسبب عدم التفاهم تؤدي الى الطلاق، في مجتمعي نسبة الطلاق منخفضة قليلا و لكنها متواجدة، اغلب الأسباب تكون في تعدد الزوجات، بحيث يقوم الزوج بالزواج مرة اخرى دون علم زوجته الأولى، فيحصل الطلاق، و ايضا عدم تحمل الوضع المعيشي الذي كانا ينتظرانه، أغلب الشباب او الفتيات يقولون نستطيع العيش بأبسط الظروف المادية، و لكن عند الزواج يتغير الوضع و تكثر المشاكل.

بعيدًا عن نظرة كل مجتمع لعمل المرأة، فأنا لا أفضل التعميم ودائمًا هناك أشخاص لا ينظرون للأمر بهذه النظرة العمومية غير الناضجة للأمور، بل يحكمون العقل والدين والمنطق لاختيار الشريك وتسيير العلاقة، فلنتحدث عن الأسباب العامة للطلاق، ومن أهمها:

• اختيار شريك الحياة بشكل عشوائي والتركيز على الأمور الظاهرية التي سيعتادها كل من الطرفين مع الوقت، مثل الجمال أو المال وغيرها، وعدم التركيز على توافق الشخصيات وكيفية النظر للحياة والعلاقة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات، فالتوافق بين الشخصيات يمكن أن يقطع نصف المسافة بالفعل.
• غياب الاحترام في العلاقات، فإنّ عدم احترام مشاعر ورغبات الطرف الآخر يمكن أن يزيد من المشكلات ويراكمها حتى يصلا إلى نهاية مسدودة في العلاقة.
• عدم وجود حوار بنّاء بينهما، فالحوار والاستماع إلى الآخر من أنجح الأمور التي يمكن أن تصعد بالعلاقة وتحسنها وليس تحافظ عليها فقط، فمن المهم أن يستمع كل شخص للآخر وبفهمه ويكون لك صديقًا وسندًا.
• الجهل بمعرفة حقوق وواجبات كل طرف، وهذا من أكثر المصائب التي يمكن أن تدهور العلاقات، فعليك أن تقدم ما هو حق لشريكك وأن تحصل على ما هو واجبك.
• الصمت، مارثة أخرى في العلاقات الزوجية، حيث يشكل كل طرف تصورات ومتطلبات عن الطرف الآخر دون أن يخبره بما يريد أو لا يريد، وهكذا ستستمر الحياة بغضب كل طرف على الآخر دون التقدم في أي جزء في حياتهما المشتركة.

بعيدًا عن جزئية العمل، أو أي جزئية أو رغبات أخرى الحياة تستمر بشكل سعيد ومريح، حين تجد شخص محب ومتسامح، يحترمك ويحترم رغباتك، وفي حال لم يتفق معك فإنه سيستمع إليك لتصلا معًا إلى حلول مشتركة دائمًا.

مشكلة الطلاق هي من أبرز المشاكل التي تواجه مجتمعاتنا اليوم. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق، منها:

1. العامل الاقتصادي: يعتبر العامل الاقتصادي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، حيث يؤدي ارتفاع تكاليف المعيشة إلى زيادة الأعباء المالية على الزوجين، مما قد يؤدي إلى التوتر والنزاعات بينهما.
2. العامل الاجتماعي: يلعب العامل الاجتماعي أيضًا دورًا مهمًا في ارتفاع معدلات الطلاق، حيث أن بعض المجتمعات لا تزال تنظر إلى المرأة العاملة نظرة دونية، وأحياناً العكس حيث تصر المرأة بالتخلي أو عدم فهم إلتزامتها الأسرية ، مما قد يؤدي إلى عدم التوافق بين الزوجين.
3. العامل النفسي: يلعب العامل النفسي أيضًا دورًا مهمًا في ارتفاع معدلات الطلاق، حيث أن عدم التوافق النفسي بين الزوجين قد يؤدي إلى عدم القدرة على حل المشكلات بينهما، مما قد يؤدي إلى الانفصال.

لا يمكن حصر جميع أسباب الطلاق في مجتمع ما، لكن أظن أن زيادة الانفتاح هو سبب رئيسي في هذا الأمر، فنجد أن الزوجين كلا منهما ينظر إلى حياة الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي بما يطلقون عليهم "البلوجر" فتجد أن كلما نظر الزوجين إلى حياة الآخرين التي ينشرونها وهم بالطبع في غاية السعادة مثلا صورة في أحد الدول الغربية على شاطئ في غاية الروعة، صور في مطعم غاية في الجمال والطعام الفخم، مقاطع فديو حول كم هما سعداء وكم حياتهم خالية من أي مشكلات، ثم ينظر الزوجين إلى بعضهم البعض ويسأل كلا منهما نفسه، لماذا لم تكن هذه حياتي؟؟ أنا اريد هذه الحياة، لماذا زوجتي ليست بهذا الجمال؟ ولماذا زوجي ليس بهذا الثراء؟، ثم تبدأ العديد من المشكلات التي في الغالب تكون مشكلات ليس لها أساس من الواقع بدون أسباب حقيقية لأن السبب الحقيقي في عدم إرضاء كل شخص بالآخر وعدم النظر إلا على المفقود.