"إن تربية الطفل يجب أن تبدأ قبل ولادته بعشرين عاما، وذلك بتربية أمّه."
و لكن كيف نربي الأم؟ و ما المعايير الحقيقية لقياس ذلك؟
عندما أصبحت أم وحصلت لي العديد من المشاكل في تربية ابنائي، حاولت تفاديها من خلال تربية نفسي والتعلم من جديد ما لم أتعلمه في اسرتي وفي محيطي، أول صعوبة واجهتها هي التشجع على التعلم، تشجيع الأم على التعلم المستمر وتطوير مهاراتها الشخصية والعاطفية امر مهم وضروري نربي عليه البنات حتى تتمكن من التعامل بمرونة مع مختلف المواقف التي تحدث لها.
تعليمها مهارة الاستماع الجيدة حتى تتمكن الأم من فهم احتياجات الطفل والتفاعل بفعالية معه.
تعزيز استقلالية الأم وقدرتها على اتخاذ القرارات الحكيمة بناءً على معرفتها وتجاربها، وهذا الأمر غير موجود خاصة في مجتمعاتنا العربية، تتربى البنت وهي غير مسموح لها حتى باختيار تسريحة الشعر المناسبة لها والتي ترتاح لها.
تعليمها كيف توازن بين مسؤوليات الأمومة واحتياجاتها الشخصية والاجتماعية، في الغالب نجد الامهات تغرق في المسؤوليات وتنسى حق نفسها عليها وهذا يساعدها أن تكتسب صحة نفسية وعقلية في حياتها ولا تتعب من ممارسة أمومتها.
نقدم لبناتنا الحب والدعم العاطفي ، حيث يساعد ذلك في تطوير ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم عندما يصبحن أمهات وآباء.
هل واجهت صعوبات عند بدء التعلم وهل كان الزوج عونا لك للاستمرار؟
بالطبع واجهت صعوبة في التنفيذ أكثر من التعلم، ما صرت اطبقه واحاول تطبيقه صعب عليا لأني لم اتربى به ولا العائلة تتمكن من تقبله لأنها افكار دخيلة بالنسبة لهم، واجهت صعوبات وامزلت أعاني وأحاول الاستمرار في التعلم والتنفيذ، الصراحة الزوج أكبر عائق بالنسبة لي، لال يحب تقبل الأفكار الجديدة ولا يساعد في تطبيقها،ـ وهو قدوة للأطفال العديد من الأمور حتى اطلب تنفيذها هو يخرب الخطة.
و لكن كيف نربي الأم؟ و ما المعايير الحقيقية لقياس ذلك؟
في رأيي يكون صلاح الأم وأبنائها إذا ما نشأت على معرفة مبدأ الحلال والحرام وتطبيقها من منظور شرعي، بعيداً عن الجيد والمقبول من المجتمع. فقد يكون المقبول في المجتمع ألا ترتدي حجاباً لكن ذلك حراماً من وجهة نظر الإسلام الذي يقرر الحلال والحرام. فلو نشأت على أن ترجع الأمور إلى أصولها، فإنها تغرس ذلك الفهم في أبنائها ويكون هناك جيل ينبئ بالخير والهداية في أزمان افتقرت لنور الهداية من خلال اللهث وراء الأمور الفارغة التي قد لا تمد للصين بصلة.
وينبغي أيضاً أن يتم اعدادها نفسياً وتدريجياً لمرحلة الأمومة، خاصة في سنوات متقدمة تبدأ في النضج فيها. فما أن تصل إلى مرحلة الأمومة إلا وهي واعية كفاية بواجباتها وما لها من حقوق كذلك.
ماذا إذا نشرت الأم في مناخ سيء وغير صحي أو مشجع على المبادئ وتعرضت لمصائب حياتية كارثية جعلتها متمردة على القيود الدينية وقد تدفعها للإنحراف كيف يتم إرشاد تلك الأم البالفة للعمل بالنصائح ، بالأخص أنها منفصلة ولديها بنات في سن المراهقة ؟
برأيي أن تصلح نفسها بنفسها، وبالتأكيد للبيئة المحيطة دور في معاونتها على الإصلاح.
وأن تعزز الوازع الديني في داخلها، فهو الأدعى لأن تستقيم وتعود عوداً حميداً.
كلامك صحيح ولكنه ضمني في الحقيقة، فإعداد الأم بالطبع سيساهم في تربية أبنائها من بعدها، ولكن الأم نفسها تساهم في إعداد نفسها، فالإنسان حين يبلغ ويرشد يفلتر كل ما تعلمه ليسقط ما لا يناسب مبادئه ويأخذ ويطور وينمي كل ما يؤمن به ويعبر عن شخصيته.
بالعموم، أهم إعداد للأم برأيي هي قدرتها على اتخاذ القرار، واختيار الطريق الصحيح، هذا بالموازاة مع التربية الدينية والثقافية التي تجعلها تشكل شخصيتها بشكل فريد حين تخرج للمجتمع، فخلق أنى في قوقعة وأفكار جامدة كأنها دستور هو بالطبع ما يمكن أن سنعكس سلبًا حين تكون هذه الإنسان مسؤولة عن حياتها، حتى أنها ربما لن تستطيع أن تكون مسؤولة من الأساس حتى تقرر كيف ستربي أبنائها.
في السابق كانت التربية شديدة التأثّر بالأم وتربيتها وأمّا اليوم فلم تعد التربية حكر على الأم بل على المجتمع, لذلك فأفضل ما تفعله الأم هو أن تختار الأفضل لأبنائها اي أن تنتقي لهم أصدقائهم بعناية والبيئات التي سيعيشون فيها, في البداية نعم عليها الاختيار ولكن لاحقًا عليها أن تعوّدهم كيفية الاختيار. والسبب؟ أنّنا منفتحون على العالم وصار الطفل أكثر تعرّضًا للعوامل الخارجية مثل السوشال ميديا والأصدقاء والتلفاز وغيره. لقد صار الموضوع صعبًا ولا يمكن إلّا أن تنطلق التربية اليوم من تزويد الطفل بالمنظومة القيميّة الأساسية التي يحتاجها من أجل بناء مناعته نحو الانحرافات التي يتعرّض لها.
أحسنت … موضوع رائع ومهم ❀
يجب في البداية إختيار الزوجة المناسبة من عائلة مناسبة محافظة وصاحبة دين وأخلاق وهذا ما أمرنا به رسول الله ﷺ عندما قال : "فإظفر بذات الدين".
إنتشرت سابقاً مقولة في تويتر تقول : "إذا أردت الزواج بإمرأة صالحة ، فإبحث عن الرجال ، ففي بيوت الرجال ستجد النساء".
بعد اختيار الزوجة المناسبة والزواج ، يجب على الزوج الجلوس مع زوجته للتخطيط حول وضع الأسرة وكيفية تربية الأبناء الذين سينجبونهم وكيف سيتعاملون معهم … يعني وضع حجر أساس كخارطة طريق لتنشأة الأبناء على الدين والعادات والتقاليد المناسبة لمجتمعاتنا الإسلامية.
بعد الإنجاب والولادة تبدأ تربية الأبناء المشتركة بين الوالدين لأبناءهم ، وكلاً يأخذ دوره ومكانه في تربية الأبناء … فتربية الأبناء هي واجب على الوالدين كلاهما وليست على الأم فقط ؛ قال رسول الله ﷺ : "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
بالمناسبة : لا تبخل علينا بالتقييم الإيجابي للتعليق أو المنشور المناسب ، لن تخسر شيء إن قيمتنا ، بل ذلك يزيد التفاعل في المنصة بين المستخدمين.
التعليقات