لا يستوي الذي يتكلم و الذي لا يتكلم !

10

التعليقات

في رأيي، يجب أن يكون الكلام والصمت متوازنين في التواصل. فنحن بحاجة إلى الكلام للتعبير عن أنفسنا بشكل واضح ودقيق، ولكننا بحاجة أيضاً إلى الصمت للاستماع إلى الآخرين وفهم مشاعرهم.

يقول الحكماء: "إن الكلمة كالسيف، إذا أحسن استخدامها كانت نافعة، وإذا أسئ استخدامها كانت مضرة".

كلام صحيح، فالكلمة لها قدرة عظيمة على التأثير في الآخرين. فهي يمكن أن تبني أو تهدم، أن تشجع أو تحبط، أن تحب أو تكره.

لذلك، من المهم أن نستخدم الكلام بمسؤولية، وأن ندرك تأثيره على الآخرين. فعندما نتكلم، يجب أن نفكر في ما نقوله، وكيف نقوله، ولماذا نقوله.

كما يجب أن نتذكر أن الصمت أيضاً له معنى. فالصمت يمكن أن يكون تعبيراً عن الحزن أو الغضب أو الحب أو الاحترام أو التأمل.

في النهاية، فإن الكلام والصمت هما وجهان لعملة واحدة. يجب أن نستخدمهما معاً، في توازن وتناغم، لنبني علاقات إنسانية قوية وإيجابية.

ما أجمل التوازن ومعرفة موعد وكيفية التحدث؛ فكلماتنا كما أشرت مسؤولية ملقاة على عاتقنا ولذلك، قد يكون الصمت أبلغ من الحديث في كثير من الأحيان وإنه رمز للحكمة والأناة

من أجمل ما طالعته من أقوال العلماء "أول العلم الصمت، والثاني حسن الاستماع"

"إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام، وإلى ستين عاما ليتعلم الصمت"

"لو أرهفنا السمع إلى صوت الصمت، لصار كلامنا أقل"

أتفق معك تمامًا في أن التوازن ومعرفة موعد وكيفية التحدث أمران مهمان للغاية. فالكلمات هي مسؤولية ملقاة على عاتقنا، ويجب أن نستخدمها بحكمة.

الصمت هو رمز للحكمة والأناة، وقد يكون أبلغ من الحديث في كثير من الأحيان. فعندما نتحدث كثيرًا، فإننا قد نرتكب أخطاء، أو نقول أشياء لا نريد أن نقولها. أما عندما نصمت، فإننا نمنح أنفسنا الوقت للتفكير والرد بشكل أكثر حكمة.

أعجبتني الأقوال التي ذكرتها، فهي تؤكد على أهمية الصمت. فأول العلم هو الصمت، لأن الصمت يساعدنا على التركيز والتعلم. كما أن تعلم الصمت يحتاج إلى وقت طويل، لأن الصمت ليس مجرد عدم التحدث، وإنما هو حالة من الوعي والإدراك.

لكن هل يكون الصمت ضعفا أحيانا؟ فنحن نرى الأطفال الرضع صامتين مهما وجهنا إليهم من أحاديث

نعم، قد يكون الصمت ضعفًا في بعض الأحيان. فالصمت قد يُفهم على أنه علامة على الخوف أو الخجل أو عدم الثقة بالنفس. كما أن الصمت قد يكون علامة على الغضب أو الإحباط أو عدم الاهتمام.

أما الأطفال الرضع، فهم صامتون لأنهم لم يكتسبوا بعد القدرة على الكلام. فهم لا يزالون في مرحلة النمو والتطور، ولا يملكون القدرة على التعبير عن أنفسهم بالكلام.

ولكن، في معظم الأحيان، يكون الصمت علامة على القوة. فالصمت هو علامة على التركيز والتفكير، كما أنه علامة على الاحترام والتقدير.

ولذلك، فإننا يجب أن نحكم على الصمت من خلال سياقه. فإذا كان الصمت مبررًا، فلا داعي للقلق منه. أما إذا كان الصمت غير مبرر، فيجب أن نبحث عن الأسباب التي أدت إليه.

هذا مقصدي أنه ينبغي أن نحكم سياقيا؛ فالصمت أحيانا ضعف وهوان وفي أحيان أخرى، حكمة وترفع

الصمت كذلك، قد يكون تأملا وأكثر المفكرين نجدهم في حالات من الصمت المهيب

ملاحظة أخرى أن هناك من يظن أن الصمت تكبر وغرور

بالضبط أخي محمود، بالنسبة لمن يظن أن الصمت تكبر وغرور، فأعتقد أن هذا الرأي غير دقيق. فالصمت ليس تكبرًا أو غرورًا، بل هو علامة على الاحترام والتقدير. فالصمت يمكن أن يساعدنا على احترام الآخرين، وعدم مقاطعتهم، وعدم فرض آرائنا عليهم.

يمكن أن نعتبر أن الصمت غرور إذا كان تجاهلا وإهمال وهنى خرج عن مسمى الصمت لمعاني أخرى لكن الصمت بحد ذاته لا يمكن اعتباره غرورا وتكبرا أبدا.

صدقت وأوجزت بتعبيراتك الرقراقة، تحياتي العطرة

تحياتي لك أخي محمود وشكرا لك على إضافاتك الرائعة ونقاشاتك البناءة

تحياتي إليك

إني من أسعد بقراءة تعليقاتك لأن كل كلمة بها تحوي فكرا منيرا

الصمت له معان عديدة أخي محمود و حتى نزيل عنا وزر الظنون كما تقول السيدة غادة السمان لابد من أن نتكلم و أن لا نعول على ذكاء الآخر و ظنه الجيد .. خاصة إن كان في مقام الشخص المحقق و تنقصه المعطيات و لا يمتلك قدرة الوصول إليها .

هب أن هناك غصة بالحلق وأن الكلمات إن خرجت، ستكون ثقيلة، فما العمل؟

في هذه الحالة عليك أن تكتشف المانع الذي يمنعك من البوح و تقوله للآخر حتى يطمئن بأنك لا تتعمد احتكار الكلام عليه و إنما تريد حماية نفسك من شيء ما تجهل ماهيته ..

من الموانع أنني إن تحدثت، قد يكونن خطابي جارحا له وقد يؤذينه ومن الموانع أن طبيعته هو بالغة الإرهاف؛ فقد يتحطمن كالزجاج إن بحت له بمكنون ذاتي

ما دام قد أعطى لك الضوء الأخضر للكلام و سألك عن رأيك فتأكد أنه سيتقبل كلامك حتى لو كان صادما .. لأن تأخر الكلام شيء صادم أيضا و ربما أفدح من الكلام المبكر الصادم الذي نحتاجه جميعا .. أن تصدمني مبكرا أفضل من أن تصدمني بعد انتظار و صمت طويل غير مبرر .. فالصدمة المبكرة أفضل بكثير و غفرانها أسهل من الصدمة المتأخرة التي قد لا تغتفر لأنها التهمت الزمن و الطاقة و افقدت التوازن و الصبر ..

بالفعل الصمت الجميل هو أن تقلل من حديث لسانك و تكثر من حديث قلبك و جوارحك و أعمالك .. و هذا هو الهدف الذي نسعى إليه و هو أن لا نتكلم في ما هو واضح يتكلم عن نفسه .. لست بحاجة للقول بأن الأنترنت مهمة لأن مزاياها تتحدث عنها و لا حديث بأن العلم نور لأن غيابه يتحدث عن الظلام الذي يصيب أهله ..

الصمت هو رمز للحكمة والأناة، وقد يكون أبلغ من الحديث في كثير من الأحيان. فعندما نتحدث كثيرًا، فإننا قد نرتكب أخطاء، أو نقول أشياء لا نريد أن نقولها. أما عندما نصمت، فإننا نمنح أنفسنا الوقت للتفكير والرد بشكل أكثر حكمة.

دعني أقطع هذا المديح للصمت أ. إسماعيل وأشير بأن الصمت أحيانًا لا يكون إلا غطاءًا لعدم القدرة على التعبير أصلًا، وقد تكون حضرتك أشرت لذلك بأنه نابع من ضعف.

ما أعنيه هو أن البعض يتخفون بطاقية إخفاء الصمت، يزعمون عن أنفسهم الحكمة والوقار، يقولون إنهم لا يتحدثون لأنهم لا يريدون ذلك، والحقيقة أنهم لا يعلمون كيف يكون الكلام. هذه الفئة أشفق عليها، لأن هذا أكثر ما يجعلهم يخدعون أنفسهم أحيانًا بفكرة القدرة على أخذ حقهم وأنهم ينتازلون عنه بإرادتهم!

بالفعل أخي إسماعيل .. فالصمت و الكلام يحتاجان إلى أن يوضعا في مكانيهما و توقيتيهما المناسبين تماما

بحيث لا يضران النفس و لا الآخرين .

هل تظن أنه بمقدور شخص ما أن يبتكر لغة تخصه هو وهل سينتشر أمرها كما انتشرت اللغات الحالية؟ أذكر أن هناك لغة موحدة تحمل مسمى Esperanto

كان قد ابتكرها  Ludwik Łazarz Zamenhof وذلك، سنة 1887 لكن حتى اللحظة، قليلون هم من يتحدثونها وأكثرهم من اليهود لكونها أقرب نوعا ما من اللغة العبرية

اللغة يا صديقي محمود تحتاج إلى أن تتفق عليها جماعة معينة و أيضا أن تعترف بها الجماعات الأخرى

حتى لو لم تتكلم بها مثلما نعترف نحن باللغات الجرمانية رغم كوننا لا نتكلم ولا نتواصل بها .

هل يستطيع فرد واحد له جماهيريته أن يبتكر لغة وأن يتقنها محبوه وتابعوه؟ هل ترى أنه من الميسور تحقيق أمر كهذا وهل من المتاح لإنسان في عصرنا الحديث أن يتحدث لغة لها منشأ جديد تماما؟

و ما المانع أخي من ابتكار لغة و تداولها ؟ يبدو أمرا عاديا و لكن لا أرى جدوى منه لأنه مرهق و شاق و يستنفذ وقت طويل حتى يعتاد عليه الناس بسبب ارتباطهم بلغاتهم الأصلية التي اعتادوا عليها .

هذا صحيح وهذا سبب الامتناع أن الإنسان قد اكتفى حقا من سماع لغات مختلفة، فسيتعذر له بعد آلاف السنين أن يعتاد ذهنه لغة أخرى تكون مبتكرة تماما وجديدة المعاني؛ فاللغة متوارثة

هل يستطيع فرد واحد له جماهيريته أن يبتكر لغة وأن يتقنها محبوه وتابعوه؟

بالتأكيد يمكن لأي شخص أن يبتكر لغة خاصة به، ولكن لا يمكن التنبؤ بمدى انتشارها واستخدامها. ومن المهم تذكير أن اللغات هي وسيلة للتواصل بين البشر، ومن الأفضل استخدام اللغات الحالية الموجودة لتحقيق هذا الغرض، وفي حالة عدم وجود لغة تلبي احتياجات معينة، فيمكن الانتقال إلى ابتكار لغة جديدة. ومن المثير للاهتمام أن العديد من اللغات الحالية تعاني من صعوبات في التواصل بين الثقافات المختلفة، ولذلك قد يكون هناك مجالًا للعمل على تطوير اللغات الحالية لتحسينها وجعلها أكثر قدرة على التواصل بين الناس من جميع الثقافات واللغات، فلما نلجأ إلى استحداث لغة أخرى؟

صحيح أن هذه اللغة تحتوي على قواعد بسيطة وشاملة وهي تتيح للمتحدثين باللغات المختلفة التواصل بسهولة تامة، ولكن هذه اللغة لا تنتمي إلى أي ثقافة أو دين أو بلد، ولكنها تعتبر لغة عالمية تجمع الناس من جميع أنحاء العالم، ولكن لم تنتشر على نطاق واسع كما هو الحال مع اللغات الحالية. فمعظم الناس يتحدثون لغاتٍ أخرى، مثل الإنجليزية أو الإسبانية أو الصينية، وهذا يجعل صعوبة انتشار اللغة الإسبرانتو.

لفت انتباهي عنوان المساهمة "لا يستوي الذي يتكلم والذي لا يتكلم" نجدها أنها تنطبق في عالمنا المعاصر لانها تعني في جوهرها أن الذين يتكلمون والذين لا يتكلمون ليسوا متساوين في قدرتهم على نقل أفكارهم وأفكارهم بشكل فعال. وهذا يعني أن القدرة على التواصل بشكل جيد هي مهارة أساسية يجب على الجميع السعي لتطويرها.

كما أننا نجد بأن مهارات الاتصال الفعالة ضرورية في جميع جوانب الحياة، سواء في المنزل أو المدرسة أو العمل. في العلاقات الشخصية، يعد التواصل هو المفتاح لبناء روابط قوية وحل النزاعات. من خلال التواصل الفعال يمكننا التعبير عن مشاعرنا وعواطفنا، وفهم احتياجات الآخرين، وإجراء اتصالات ذات معنى. كما أننا نجد انه في العصر الرقمي اليوم، أصبح التواصل أسهل وأسهل من أي وقت مضى. مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة وأدوات مؤتمرات الفيديو، أصبح بإمكان الأشخاص التواصل مع بعضهم البعض من أي مكان في العالم

نعم بالضبط و مع ذلك لابد أن نفهم ( ما لا يقال ) ..

لأن هناك أشياء لا يستطيع الكلام لوحده نقلها و لكن يلتقطها الإحساس المرهف و حسن الإصغاء .

".. ألا يمكننا أن نتواصل بدون كلام .."

يمكننا بيد أن الكلام هو الإنسان وهذا ليس مجازا ولا وصفا استعاريا بل إن هذا الأمر هو من وجهة علمية صرفة.. فعلى سبيل المثال فقد قرر علماء الأصوات دون مبالغة أن "جهاز النطق" هو الإنسان بكل أعضائه وأجهزته العضوية والبيولوجية والنفسية أيضا.. لأن هذه الأعضاء والأجهزة كلها لها دخل في عملية إصدار الكلام وإن بصور مختلفة بحسب العضو أو الجهاز المعين. .. واللغويون أنفسهم يدركون ذلك لكن بحكم تخصصهم لا يستطيعون الدخول إلى هذا الجانب الواسع المعقد ويكتفون بالنظر إلى الجزء المعين المحدد باتفاقهم من الرئتين حتى نهاية الرأس... وللمزيد من التفصيل أحيل على كتاب علم الأصوات للدكتور كمال بشر. 

فقد قرر علماء الأصوات دون مبالغة أن "جهاز النطق" هو الإنسان بكل أعضائه وأجهزته العضوية والبيولوجية والنفسية أيضا.. لأن هذه الأعضاء والأجهزة كلها لها دخل في عملية إصدار الكلام وإن بصور مختلفة

أرى هذه مبالغة بصراحة. هل لهذا الكلام مصدر موثوق أ. عبد الغاني؟ اسمح لنا بالاطلاع عليه إذا كان هذا بالإمكان.

بحكم اقترابي من اللسانيات الدراسة العلمية للغات، وتحديدا في علم الأصوات، تتم الإشارة في هذا العلم إلى أن جهاز النطق لدى الإنسان هو أفسح من أن تحده أعضاء معينة محدودة. ويفترضون أن ثمة أعضاء أخرى إن لم يكن كيان الإنسان له دخل مباشر أو غير مباشر في عملية إحداث النطق لدى الإنسان .. لكن دون تفصيل يُذكر لبعد ذلك عن اختصاصهم، ولأن أدواتهم في البحث لن تسعف للكشف عن الموضوع بما يكفي من علمية. ولحد الآن لم أعثر في طريقي على دراسة تكاملية بتخصصات عديدة بيوليوجية ونفسية تقارب الموضوع. لكن الإشارة إليه في كتب اللغويين خاصة من علماء الأصوات موجود في فقرات وصفحات من كتبهم. وقد ذكرت مرجعا في ذلك كتاب "علم الأصوات" لكمال بشر.

على سيرة ذكرك للسانيات و النطق ما تفسيرك أخي عبد الغاني لأولئك الذين

شخصوا بعسر القراءة و صعوبات النطق ؟ هل لك أن تفيدنا بشيء عنهم ؟

لماذا غيبت حقوقهم عنا ؟ لماذا لم تحرص القوانين الدولية على حقوقهم ؟؟

وأنا اقول لا تتكلم انا اراك دون ذلك.. ماذا يفيد الكلام بمجتمع يتصيد بماء عكر؟ ماذا يفيد ان كان من حولك يضنون عنك أسوء الظنون؟ الصمت جمال اخر اصمت وتجمل به.. لعل من ابرز اسباب دخولي هذه المنصة هو انه لم تتح لي فرص اتكلم بها جيداً وحين اتيحت تفوهت بالهراء.. وعرفتُ ان الصمت هيبة ونوع اخر اسمى واجمل من الذكاء.

الصمت يكون جميلا في محله و مواضعه دون إفراط أو تفريط .. بمعنى إذا كنت تعلم أن الحل هو الكلام و لكنك بخلت به فأنت آثم .. فمثلما استفدت أنت من الكلام عليك أن تعطي كلاما بالمقابل حتى لا تكون جاحدا .. و حتى لا يخيم الصمت على الجميع فنفقد التواصل الفعال و نعود إلى الوراء بسنوات و أحقاب .. أما الذين يظنون بنا الظن السيء فقد أخبر عنهم القرآن ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) .. لنا شرف الكلام و لهم وزر الظنون ..

 لعل من ابرز اسباب دخولي هذه المنصة هو انه لم تتح لي فرص اتكلم بها جيداً وحين اتيحت تفوهت بالهراء.. وعرفتُ ان الصمت هيبة ونوع اخر اسمى واجمل من الذكاء.

أحيانا يجب أن نتحدث ونتكلم حتى ما يتحول الذي نراه هراء إلى كلام جيد يحسن الاستماع عليه، يعني مشاركتك قد تخيب بمرة ولكن لو تراجعت لذلك لن تتقدم للأمام أبدا، على عكس لو أتحت لنفسك فرصة لتخطأ وتتعلم سيكون أفضل بكثير، وهذا مطبق على كافة نواحي الحياة.

حينما أدخل في نقاش عفوي مع أفراد في المجتمع سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الواقع، أرى نقصا فادحا في مهارات الحوار والتواصل الفعال، من بين هذه المظاهر التحدث بصفة جماعية فلا يمكن لأحد أن يفهم ما ما يريد الطرف الآخر إيصاله، العنف اللفظي والتعصب لرأي واحد!

وأرى أن من بين الأسباب في هذا؛ هو أننا نتحدث أكثر مما نستمع لبعضنا البعض، فذات مرة كنت مع أحد الزملاء وكنا نتناقش وننتقد إستراتيجية العمل المشتركة فانتفض بلا أي سبب وظن أنني أنتقد شخصه! فقام منفعلا.

في النهاية كان رأيي ورأيه وجهان لعملة واحدة، فلو إستمع، وفهم ما أقوله قبل أن يردّ لسلِم الجميع من الشجار الذي نشب.

فالصمت بُغية الإستماع للآخر مهم جدا في النقاش، فالله خلق لنا أذنين ولم يخلق لنا لسانين وفمين، كي نسمع أكثر ممّا نتكلم.

نعم أخي ياسر مهارة الإصغاء مطلوبة لبناء تواصل و حكم فعالين .. و الإصغاء ليس فقط للكلام المنطوق فحسب بل إلى كل شيء آخر و الذي يندرج كله تحت مسمى ( الكلام غير المنطوق ) .. و إجادة فهم ما بين السطور .. اعتقد حسب فهمي أن السبب وراء التعصب للرأي هو ارتباط الفشل في النقاش هو فشل شخصي .. بمعنى كراهية الاختلاف و عدم الاعتراف بالقابلية للخطأ .. يظن الناس غير الواعين أنه ينبغي أن لا يظهر عليهم بأنهم مخطئون .. و هذا شيء غير ممكن حتى لو لم يعترفوا به .. جميعنا نخطئ و قد أخطأنا و لمرات لا تحصى .. و لكن المطلوب هو التصحيح و الاعتبار و الاصلاح و عدم المكابرة .. لأن التكبر على الاعتراف بالخطأ هو في حد ذاته خطأ جسيم لا يريد العقلاء الوقوع فيه ..

كلام واعي منك أخي فتحي، فبالتأكيد ما ذكرته هو عين الصواب وجادّته، من مسبّبات فشل النقاش هو المكابرة وعدم الإعتراف بالخطأ، فالإنسان الذي يحمل مثل هذه الصفات بالنسبة لي هو إنسان فاشل إجتماعيا ولا يمكن أن نفتح معه نقاشا جادا وحوارا بنّاءً، أحبّ أن أفتح نقاشا بناء فأتبع هذه الخطوات؛ أبحث عن نقطة توافق بيني وبين الطرف الآخر فأبيّن موافقتي لها (فأكون قد حددت نقطة إتفاق يمكن أن نختم النقاش بها في حالة ما لم نتوصل إلى إتفاق) فأتفادى بذلك نشوب أي خلاف أو شجار.

كذلك أقوم بمناقشة الفكرة لا الشخص، فالعقول النيرة تناقش الأفكار لا الأشخاص، ونقاش الشخص حتما سيؤدي إلى خلاف وصراع.

ثم أحترم دوري في الكلام، فلا أقاطع المتحاور معه، فأصغي إليه ولأفكاره، وأحاول فهمها قبل التعقيب عليها، ولا أقبل أن تتمّ مقاطعتي حينما يحين دوري.

بهذه الصفات يمكن أن نبني نقاشا هادفا لكن هيهات، حينما أشاهد المنابر الإعلامية والحصص المتلفزة أفهم أن هذا كلام في ورق عند البعض.

نعم بالفعل أخي ياسر الحوار أصبح يفتقر إلى آدابه للأسف و القليل من ارتقوا إلى مستوى إجراء حوار مثمر و جميل و هادف ..

الإنسحاب! أرى أنه أفضل علاج لمثل هؤلاء، لو كنت في نقاش مع أحدهم ورأيته لا يحترم أسس ومبادئ النقاش فسأنسحب وأعتذر من إكمال النقاش، وهذا سيظهر له معدنه ويعرف قيمة من يتحدث.

لكني سأقوم بعكس ذلك إن كانت الحصة متلفزة، أو على الهواء مباشرة! أتعلم لماذا؟

لأن المشاهد في حالة إنسحابك سيعتبر ذلك منقصة فيك وأنك خسرت النقاش، فبدلا من الإنسحاب سأستخدم الصمت فلا أردّ عليه، فيظهر للعيان كم أنه غير محترم، وحينما أتكلم أخاطبه بكلمات مدروسة موزونة تثبت حجم خطئه.

عليك اختراق سيكولوجيته لا تستهدف احراجه و انما اعطي صورة ايجابية عن نفسك ولا تسمح له بأن يجرك إلى أن تستخدم نفس أسلوبه و نفس حركاته و كلماته .. لأنه إذا نجح في استفزازك ستخسر النقاش حتى لو كنت على حق و بما أن الجمهور عاطفي جدا سيميلون إلى صالح الواثق بنفسه حتى لو كان مخطئ .. هم يرون الهالة فقط لا غير ولا يرون ولا يحققون في صحة و منطقية المضمون ..

أتفق مع رأيك مئة في المئة، وهذا حال القطيع الذي يتبع الهالة فقط لا المنطق والمضمون والصحة!

ما يؤسفني هو إنجرار بعض الأشخاص المحسوبين من النخبة، والمثقفين إلى هذه الأخطاء فعل هو قِصرٌ في الفهم أم جهل بالمبادئ أم تعمّد!

هذا هو الحال منذ زمن أخي ياسر .. و النخب درجات متفاوتة .. و خاصة في وطننا العربي لا نخب و لا هم يحزنون .

للأسف الشديد، عوض أن تكون هذه الفئة هي في مقدمة المجتمع تقوده إلى الخير وتوجهه نحو الصواب نجد بعضهم يتصرف تصرف الجاهلين ولا يمت بالبحث العلمي ولا بالنخبة في أي شيء.

رأيت العديد من الصراعات الفكرية التي تحولت إلى صراع نفسي ينبع منعا الجهل! والطامة الكبرى أنهما محسوبان من النخبة، فهيهات كان الصمت أفضل لهما.

هناك أشياء غريبة في هذه المساهمة، ما فهمته أنك تىد على فكرة التواصل بالصمت عن طريق ضرب مثال بالرغبة في نقل المشاعر والتجارب وأن هذا غير ممكن إلا بالكلام.

وأتفق معك في هذا وهو أن الله سبحانه أعطانا القدرة على الكلام والتعبير لنقل الخبرات وتطوير حياتنا ومشاركة مشاعرنا وبالتالي نكون أكثر سعادة.

ولكن ما لا أتفق معك فيه هو هذه القصص القصيرة التي ألفتها، فالقصص هذه تحتاج مزيد تطوير.

ليست تأليفا هي محطات مرت عليها البشرية فعلا لمن يدرك الأمر .. لكن لم تخطر لي وسيلة لطرحها سوى عبر القصة و تأليف بعض الأمثلة الداعمة .. فالغاية كلها لإبراز أن ( الكلام ) مهم إذا دعت الحاجة إليه و أن ( الصمت ) ذنب إذا لم تدعو إليه الحاجة الملحة .

أعتقد أخي فتحي أن الكلام له مواضعه و أن الصمت له مواضعه :

الكلام هو الوسيلة التي تنقل بها أفكارك و مشاعرك و الطريقة الوحيدة للحوار و استخدام الكلمات بوضوح يؤدي إلى فهم و تواصل أفضل.

أما الصمت هو ليس مجرد غياب للكلمات و في أحيان كثيرة يكون أفضل من الكلام بمراحل فالصمت قد يعبر عن الاستماع و الاهتمام و قد يعبر عن الرفض و عدم الاقتناع.

فأرى أن الصمت و الكلام كلاهما متكاملان للتواصل البشري الصحيح ، بل و أيضا أرى أن عواقب الكلام في غير محله أكبر بكثير من عواقب الصمت في غير محله و كما ذكر الشاعر :

وَلَئِن نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً

فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا

إِنَّ السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما

زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا

بالفعل أوافقك أخي حمروش في جميع ما ذكرت ما عدا هذه :

و أيضا أرى أن عواقب الكلام في غير محله أكبر بكثير من عواقب الصمت في غير محله

عواقب الصمت ( غير المبرر و غير الموضوع في محله )

أخطر من عواقب الكلام ( غير المبرر و غير الموضوع في محله )

لأن الكلام يعالج بالكلام .. و لكن الصمت لا يعالج بالصمت ..

حين أقول كلاما سيئا عن شركتك مثلا و تتعرض للإفلاس يمكنك مقاضاتي و مطالبتي بتعويض مالي بتهمة تشويه سمعةو يمكنني تبرئتك و تعويضك من جديد .. أو حين أقذف بكلامي امرأة طاهرة عفيفة في شرفها يمكن أن أعاقب على قذفي و أقوم بإزالة الكلام عنها و تبرئتها و إرجاع الأمور إلى نصابها ..

و لكن حين يرى الصامت ممتلكات يتم سرقتها بغير حق و لا يحرك ساكنا و لا يبلغ ولا يخبر ذوي الحقوق بما رأى رغم قدرته على ذلك .. و لكنه يسمح للسارقين المعتدين بالهروب و النجاة ولا يتعاون مع العدالة ولا يقدم تبريرات .. و قد اختفى السارقون و قد صار الكلام الآن من عدمه غير مجد فقد نجحت السرقة و كان بإمكان الصامت إيقافها .. ما الذي تراه يصلح الأمور ؟ هل عقاب الصامت الذي لا يتكلم ولا يتعاون على دفع خطر مشترك هو الحل برأيك ؟ ما جدوى تغريمه أصلا ؟ و هل عقابه سيعيد الأمور مثل الأول ؟ هنا ذنب الصمت لا يعالج إلا بإعادة تأهيل الصامت .

- أو نتركه و سبيله حتى يرشد و يبلغ و ينضج و يقتنع بأن الصمت في غير موضعه إثم أيضا -

و لكن ليس كل الكلام الذي تقوله تعاقب عليه لا يجب أن يكون العقاب ملموس كما ذكرت فقد تقول كلاما تجرح به شخص قريب منك و يتأذى منك ولا تحصل على عقاب إلا عقاب النفس الذي سيعذبك أكثر من أي عقاب آخر لذلك أرى شخصيا أن عواقب الصمت تحمد أكثر من عواقب الكلام.

الشخص الذي يجرح بكلامه شخصا آخر .. يدل على وجود هشاشة نفسية داخل الشخصين و كلاهما بحاجة إلى علاج لأن كلاهما مريضان نفسيا .. فالجارح لا يجرح إلا إذا كان مجروحا و هشا و ضعيفا .. و المجروح لا ينجرح ولا يكترث لكلام ولا يشخصن ويمكنه التجاهل و رمي ما لايعجبه من كلام .. و لن تجد عاقلا يتقصد التجريح إلا إذا تعلمه من مكان ما و هو الشارع و المجتمع .. فهذا يتعلم من ذاك و ينتشر المرض النفسي و لا يدري غالبية الناس انهم مصابون به ..

و أيضا صمت المجتمع و رفضهم لإدخال العلاجات النفسية و الروحية من أهم أسباب انتشار المرضى النفسيين بينهم و المدمنين أيضا بمعنى أنهم مذنبون في هذه النقطة .. بمعنى أن الصمت على الفساد و التجريح و سوء الخلق له معنى واحد هو أن المجتمع راض به و يمارسه و لا ينزعج منه .. و لكن حين يعي المجتمع خطورة ممارسة التعنيف اللفظي و خاصة اتجاه الأطفال و النساء و المرضى .. هناك فقط ستتحسن الأوضاع .. و لكن لمن تقرأ زابورك يا داوود !

بالنسبة للمواقف الاجتماعية التي نشعر فيها أننا لا نعرف ماذا نتكلم نختار التزام الصمت و لكن على فرض أننا تحدثنا بشيء أفسد أمسية زفاف مثلا .. فهذا ليس شيئا مهما لأنك تستطيع توضيح نيتك .. فأنت لا تتعمد احراج أحد .. و لكن اذا اساؤوا الفهم بسبب وعيهم المنخفض فهم يتحمل وزر الظنون و لست أنت .

اختلف معك في أن المجروح من كلام الناس يحتاج إلى علاج فكلام الناس ينزل كالمطارق على الرؤوس فكل الناس ستحزن من اتهامهم بما ليس فيهم و لو لم يظهروا و كان الأنبياء يتأذون من وصفهم بالكذب و السحر و كان يضيق لذلك صدورهم و ذكر ذلك في القرآن فقال الله "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدْرُكَ بمَا يَقُولُون" لذلك أرى ان جل المشكلة في الذي تكلم بما يجرح الناس و أن الندم سيكون عقابا مناسبا له ليتوخى الحذر.

لكن الواثق بنفسه بحق لا يبالي بكلام الناس أخي محمود .

لماذا يسمح الإنسان للناس بأن يقنعوه بما ليس فيه ؟ فيصدق كلامهم الذي قد لا يمت للحقيقة بصلة !

يمكن اعتبار الناس كجزء من المقياس فقط و بعضهم لن يقول لك الصدق حسدا من نفسه .. لذلك القرار النهائي يرجع إلى الشخص نفسه بينه و بين نفسه .. فإذا كنت أنت شخصا صادقا و تقول الصدق .. فلا يزعزعك من يقول أنك كاذب لأنك تعلم صدقك و معدنك .. و الذي يتهمك بالكذب هو الكاذب و الحسود و لست أنت ..

الكتابة مهمة وهي وسيلة تواصل بين الناس ووسيلة للاخبار ولكن هل الكلام هو الوسيلة الوحيدة للتواصل ؟

هل الكلام هو الوسيلة الوحيدة لاعطاء معلومة ؟

هناك الكثير من وسائل التواصل ، فبعض الايماءات مثلاً تعني شيئاً بين الناس .

أما الصمت فهو الأشد عمقاً ، فهناك ما يولد ويموت ولا نبوح به فقط نعيشه .

بالطبع اخي و نحن نعترف بان الصمت لغة اعمق مما نتصور و من يتقنه فقد اتقن نصف التواصل .

صحيح وهو لازم أيضاً للتأمل

التأمل هو أفضل علاج تم الانتباه إليه من طرف الروحانيين

لتنظيم و ترتيب الأفكار و المشاعر و علاج الازمات النفسية


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع