ك بشر وصل تعدادنا في هذا العالم لثمانية مليارات، يصبح لكل جماعة أو أمة مطالبات بحقوق تاريخية، وحقوق أصيلة لأي إنسان مما نصت عليه مواثيق الأمم المتحدة، والناس دومًا في حالة مطالبة إذا صح التعبير، ربما تيمنًا بالمثل القائل:"ما ضاع حق وراءه مطالب" لكن السؤال هل يؤمن كل من يطالب بحق ما بأنه يستحق أن يتم منحه إياه؟

"الذي يتكلم بانفعالٍ عن حقوقه، يشك بامتلاكه لأية حقوق من الأساس" هذا ما يقوله نيتشه، إذ يعتقد أن صاحب الحق يكون واثق بنفسه، غير متزعزع يطالب بحقوقه بعقلانية، ويسعى في إثرها بكل جسارة، فالانفعال الذي يمكن وصفه بحسب نيتشه، هو التخبط والجبن، و الالتفاف حول الحقائق لطلب حق ما، لكن هذا لا يغير في حقيقة الأمور شيء، فالحقيقة اليوم رغم كثرة مصادرها إلا أنها متوفرة وموثقة، حيث يمكن لأي شخص أن يصور ما يجري من حوله باستخدام هاتفه المحمول، ويصبح مراسلًا صحفيًا عبر حسابه الخاص في فيسبوك وإنستاجرام، ولذا فمهما تم الالتفاف على الحقيقة وتبريرها فهي تظل ظاهرة للعيان، وبالرغم من أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، إلا أن الانفعال في المطالبة بالحقوق ينمر عن الشك باستحقاقها كما أعتقد، فهل تعتقدون هذا أنتم أيضًا؟

وكيف يمكن المطالبة بالحقوق بطريقة سليمة تجنب المطالب المشاكل والأذى؟