عندما تسأل أغلب الناس عن طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة، في الأغلب ما تفاجأ بكم هائل من الأحلام والتوقعات المرتفعة والتي قد تكون محددة وواضحة بشكل جيد للغاية. لكن عند السؤال عن سبب عدم تحقيقهم لتلك الآمال أو شروعهم حتى لتحقيقها تجد سيلا من الحجج والأعذار التي اتخذوها حجة لإقناع أنفسهم أن المشكلة ليست فيهم، لكن البيئة المحيطة بهم هي ما منعهم من تحقيق أهدافهم، ما يعطيهم مسكن لإراحة ضمائرهم وإمضاء الباقي من حياتهم في أماكنهم دون حراك.

قد يكون الكلام قاسيا بعض الشئ، وهو لا ينطبق على الجميع بالطبع، إلا أن أغلب من يتقاعس بشكل دائم عن القيام بأي شئ في حياته يحب اختلاق حجج وأعذار لنفسه عن طريق إلقاء اللوم على غيره وانتظار الظروف المثالية التي لا تأتي أبدا، وأراهن أنها حتى لو أتت سيظل مكانه ولن يحرك ساكنا.

ولإزالة أي لبس، يجب تذكر أن الظروف المحيطة بنا تنقسم إلى قسمين هما دائرة التأثير، وهي الظروف التي للإنسان تأثير عليها ويستطيع تغييرها مثل العلاقات الضارة والمضيعة للوقت أو العادات السيئة أو روتين اليوم وغيرها. بينما القسم الآخر للظروف المحيطة فهو دائرة الاهتمام، وهي الظروف التي لا نملك أي تحكم فيها حقيقة أو تغييرها يتطلب إمكانيات كبيرة لا نملكها مثل الأهل أو بلد المنشأ. وجميعنا لديه نصيبه من الاثنين مع تفاوت النسب بالطبع، لكن الاختلاف الأساسي يكمن في تركيزنا نحن، فنحن من نمتلك القدرة على الاهتمام والمبالغة في حجم دائرة الاهتمام مما يولد التقاعس والتخاذل، وهناك من يركز بشكل أكبر على دائرة التأثير محاولا التخلص من أكبر عدد ممكن من العوائق التي يقدر على تغييرها، مما يؤدي إلى فتح آفاق جديدة للإبداع والتطوير من الذات.

هل تعتقدون أننا غالبا ما نصنع عوائقنا بأنفسنا بالفعل أم أنه إذا أتيحت لنا الفرصة أن نكون أفضل سنستغلها دائما؟ وكيف نحقق التوازن بين ما نطمح له وما نحققه بالواقع؟