إلى أيهما تميل في التعامل مع الناس من حولك بطبيعتك أم وفقًا لما ينتظرونه منك؟

أتعامل مع الأمر بحسب هدفي، ينقسم لديّ الناس ولو تقسيمي سيكون بارد بالنسبة لحضرتك وقد يبدو خالي من المشاعر الإنسانية ولكن هذه طريقتي في التعامل مع هذه المسألة، حيث أقوم بقسم البشر قسمين، قسم أريد منه مصلحة ما أو هدف من وراء أي تواصل أو تقارب (هدف أو مصلحة مشروعة لا تسبب لهُ أي أذية بالمرّة طبعاً) والقسم الثاني بشر لا صلة بيني وبينهم ولا فائدة إلا بتواصل إنساني عفوي فقط.

في القسم الأول أقوم فعلاً بالتحكّم بصفاتي وبعض الأمور التي أحبّها والتي لا أحبّها، أنمذج نفسي لتتفق مع الشخص الآخر بحسب الهدف الذي أريد تحصيله، أحاول أن أقوم بما يحقق مصلحتي أولاً وثانياً ما يريحني فعلاً لا العكس، عندي مصلحتي أهم بكثير من راحتي الحالية المؤقتة، من أتعامل معهم وفق راحتي الفعلية الحالية المؤقتة هم فقط العلاقات الوديّة فعلاً التي لا يوجد بيني وبينها أي مشتركات أو أهداف أو مصالح نهائياً ولا حتى مصالح نفسية، أي معرفة وديّة وفقط، هؤلاء لا أحاول إزعاج نفسي لأرضيهم وأتعامل معهم بكل عفوية، أنا كما أنا.

لا أتعامل مع الناس حسب طبيعتي أبداً، ولكن هذا الأسلوب لم أتبعه إلا في السنوات القليلة، فقد كنت شخصية عفوية يساء فهمها في العديد من الأوقات، لذلك علمتني الحياة أن أتعامل مع الأشخاص حسب شخصيتهم، وبالطبع ليس بحسب ما يريدونه مني، ولكنني لا أظهر العديد من جوانب شخصيتي، تجاه بعض الشخصيات.

صدقيني رغدة، إن فقدان الثقة بالآخرين نظراً للعديد من المواقف المؤلمة، تجعل من الإنسان شخصاً كتوما يخفي العديد من جوانب شخصيته، ويظهر لكل من حولة نسبة معينة بحسب ثقته به.

 هل تحرص على انتقاء بعض الأمور حسب الموقف والطرف الآخر، أم أنك تتعامل على طبيعتك تمامًا ولا تلقي بالًا لهذا؟

أنا أتفق معك في أنه من الحكمة أن نتأقلم مع توقعات الآخرين عند التعامل معهم لأول مرة، ولكن دون أن نفقد هويتنا أو نخالف قيمنا ومبادئنا.

أعتقد أن هذه النظرة تعكس الوعي والاحترام للفروق الثقافية والشخصية بين الناس، وأنها تساعد على بناء علاقات جيدة وثقة متبادلة، كما أنها تظهر القدرة على التواصل الفعال والمرونة في التكيف مع المواقف المختلفة.

لذلك، أظن أن التوازن هو المفتاح في هذه المسألة. يجب أن نحافظ على شخصيتنا وطبيعتنا، ولكن في نفس الوقت نحترم اختلافات الآخرين.

أعتقد يا رغدة أن النظرة التي ذكرتيها في التعامل مع الآخرين هي نهج حكيم ومتزن. من المهم أن نكون مرنين في التفاعل مع الآخرين وأن نتحلى بالاحترام والتعاطف.

إن توقعات الآخرين قد تكون مبنية على انطباعاتهم الأولى أو الأمور البسيطة التي يعرفونها عنا، وقد يكون من الجيد أن نتصرف بطريقة تتناسب مع تلك النظرة ولكن من المهم أن تكون دون التضحية بشخصيتنا الحقيقية.

فأنا أؤمن بأن التعامل مع الآخرين بصدق وصراحة هو الأساس في بناء الثقة والتواصل الفعال. يمكننا أن نحترم وجهات نظر الآخرين ونظهر اهتمامًا بما يهمهم دون أن نتظاهر بما ليس فينا. وفي بعض الأحيان، يمكن أن نتعلم من التعامل مع الأشخاص الذين لديهم مصالح مختلفة عنا.

فالخلاصة بالنسبة لي أنه يجب علينا أن نكون أنفسنا وأن نتعامل بنزاهة وشفافية، مع التحلي بالاحترام والتعاطف تجاه الآخرين. التعامل بطبيعتنا يساعدنا على الاحتفاظ بالصدق والتواصل الصادق مع الآخرين وبناء علاقات قوية ومستدامة.

ولأوضح رأيي قبل أن يهاجمني أحد، فعلى سبيل المثال إذا قابلنا شخصًا يتحدث بلهجة بسيطة فسيكون من السذاجة والغباء أن نقحم بعض الكلمات الإنجليزية في الحديث حتى لو كانت لدينا هذه العادة.

هذا فن تواصل، وليس له علاقة بفكرة التعامل مع الآخرين وما ينتظرونه مني، يعني سأكون شخصا غبيا إن فعلت ذلك وتحدثت بكلمات لن يفهمها الإنسان الذي أمامي.

وكذلك، بعض الأشخاص يهمهم المظاهر، مع العلم أنني لا أهتم، ولكن حين أذهب لمقابلة شخص من هؤلاء فإنني بلا شك سأهتم، ولدهشتي الأمر يعمل بالفعل.

فكرة الاهتمام بالملابس، متفاوتة بطبيعتها، يعني قد أكون مهتم بدرجات وفقا للمناسبة وأهميتها، لكن فكرة أن أتحول من غير مهتم لمهتم من أجل أحد، غريب بعض الشيء.

هناك حاجة طبيعية للتعامل مع كل شخص معين وفق اسلوب وطريقة معينة ، يسميها البعض دبلوماسية والبعض الاخر يراها اساليب ملتوية ونفاق وبغض النظر فأنا من انصار التيار الأول ، لأن الحياة نفسها تتطلب ذلك ، هل يمكنك ان تكون طبيعيا وعفويا مع رئيسك في العمل ؟ استاذك في المدرسة ؟ قريبك الذي لا تراه الا كل 3 ، 4 اشهر والذي لا يكن لك سوى مشاعر الغيرة والحقد ؟ او حتى اي شخص كبير في السن ؟

الفضاء الالكتروني مفيد في انه اخرج وجهات النظر الحقيقية الى العلن ، وتجاهل قيم وقيود المثالية والصوابية السياسية (التي يتبعها الغرب حاليا) في تغيير الحقائق او تجميلها ، بعودة للموضوع الأول : فبالنسبة لي وبعد الكثير من التجارب مع الاخرين لاحظت ان نسبة التوافق مع الاخرين يجب ان لا تقل عن 50% من اجل استمرار علاقة العمل او الزمالة ، والا اصبحت العلاقات مستنقع تستنزف فيه قواك النفسية والفكرية خصوصا عندما تستثمر الكثير في سبيل تغيير ذاتك ارضاءا للاخرين ، في النهاية بعض الأمور لا يمكن تغيرها ، ومنها جوهر الذات ، الطبيعية والتلقائية ضرورية ايضا في العلاقات الطويلة مع الاخرين ومن ليس قادر على تقبل طبيعة الاخر فالأفضل لكل شخص ان يذهب في طريقه

افضل التعامل على طبيعتي مع بعض الحرص على انتقاء بعض الأمور حسب الموقف وثقافة الطرف الآخر