"إن أكثر الشعوب تحريمًا لشيء هي أكثرها هوسًا به"!.. هكذا اختصر ميشيل فوكو حال معظم البشر، بكتابه "المراقبة والمعاقبة".. فلماذا يميل البعض لإنتهاك المحظورات والخطوط الحمراء أينما وجدت، ولا فرق حينها سواء كان الحظر بدافع أخلاقي، أو إجتماعي، أو ديني، أو حتى قانوني!..
فمثلا بمجرد أن تنتشر أخبار أو شائعات عن حظر أحد الأفلام أو منعه من العرض، ترتفع مشاهداته بنسب كبيرة جدا... ناهيك عن المرضى الذين يُصرّون على تناول كل ما هو ممنوع، وأحيانا بشراهة غير معتادة بالنسبة لطبيعتهم قبل ذلك المنع!!
حتى الأطفال، جرّبوا مثلا أن تمنعوهم من دخول غرفة معينة بالمنزل، أو إستخدام جهاز ما، وسيقضون يومهم كاملا يحاولون جاهدين التسلل إلى تلك الغرفة، أو إستخدام ذلك الجهاز!!
والأمر لا يتوقف فقط على تلك الممارسات البسيطة، فقد يصل أحيانا حد الجرائم !
وبإلقاء نظرة تأملية سريعة على التاريخ البشري، منذ بدء الخليقة وحتى الآن، تيقنت أن ذلك الميل نحو الممنوعات هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، يتمكن البعض من كبحه والتحكم به، بينما يعجز الكثيرون عن ذلك..
وتُرجع دراسات علم النفس هذه الحالة الى العوامل النفسية التي تكمن في اللاوعي لدى البعض، وتحفّز لديهم الرغبة للقيام بكل ما هو ممنوع، حتى وإن لم تكن لديهم رغبة مسبقة فيما يقومون به.. وقد يحدث ذلك بدافع الفضول والإستكشاف، أو بدافع البحث عن التشويق والإثارة، وربما لمجرد الإختلاف عن الغالبية!
برأيكم كيف نتحكم بتلك الرغبة القوية بمخالفة القواعد والقوانين؟!.. ومتى شعرتم بتلك الرغبة ولو في أبسط صورها، وما كان دافعكم حينها؟
التعليقات