ستيف جوبز خان أعز من شاركاء حلمه وهو ستيف وزنياك، بيل جيتس هو الآخر خان رفيقه بول ألين، مارك زوكربيرج خان صديقه إدواردو سافرين، كل هذه قصص لا نعلمها عن أشخاص نعتبرهم قدوة في حياتنا المالية والنجاح والطموح، ولكن عندما أقرأ سير هؤلاء الكبار في ميادينهم، أتساءل دائما عن كيف يجب أن نحكم عليهم ، هل نقول انهم أشرار لأنهم دافعوا عن أحلامهم حتى بالطرق غير الشرعية، أم نبرر لهم ذلك ونتجاوز أفعالهم اللاأخلاقية لأن الغاية تبرر الوسيلة؟
بل السؤال الأهم في حياتنا المالية والعملية بشكل عام، هو: من هو الصديق الحقيقي ومن هو العدو؟ وما هو الخير والشر عمليا؟ وما هو الشيء الذي يغتفر والذي لا يغتفر أبدا في هذا المجال؟
يقول الكتاب المصري الشهير يوسف ادريس، الناس عندي ليسوا اخيارا ولا أشرار ولا أحب أن أقسم هذا التقسيم السطحي: حير وشر، ولكن الناس عندي أنانيين وغيريين، ويستحيل أن أغفر الأنانية، والأنسان الذي يعيش لنفسه على حساب غيره، فالخير الحقيقي هو من يعيش لنفسه ولغيره لا لنفسه فقط.
نجيب محفوظ له رأي مخالف تماما في مقولة طريقة له، أنه يغفر التأخر في المواعيد، لكنه لا يغفر خيانة الثقة، بينما يوسف ادريس يقول اعفر النسيان ولا أغفر الأنانية، نيتشه يغفر الحب، لكنه لا يغفر الضعف، سارتر يغفر الأنانية ولا يغفر كسر الحرية...
اذا بنينا على كلام هؤلاء، لا يمكن ان نعتبر جوبز وجيبس و زيكربورغ كخونة، بل نعتبرهم اخيارا؟
اخبرني ما لذي ترجحه في هذا الموقف، وماهو الأمر الذي تغفره، والأمر الذي يستحيل أن تغفره مهما كان، سواء على مستوى حياتك العاطفية أو المهنية؟؟
التعليقات