قبل أيام حلت الذكري الثالثة لوفاة الأمريكي الأسود من أصول إفريقية جورج فلويد، ليعود مع هذه الذكرى السؤال الأهم والأكبر وهو ما سبب مقتله الحقيقي؟ وهل يكفي أن تكون لديك بشرة سوداء لكي تحصل على تذكرة إلى جهنم في أمريكا؟

المتهم الأساسي في قضية قتل جورج فلويد هو التحيزات اللاواعي للعقل البشري، انها تقتل يوميا عشرات جورج فلويد حول العالم من كل العرقيات والأجناس والألوان، ليس فقط بسبب الاختلاف في لون البشرة او شكل العين، بل في كل الاختلافات العقدية والجنسية والجغرافية، ملايين السود تم التلاعب بهم بسبب فكرة سائدة عند الأطباء البيض بأن الجلد الأسمر مرض وراثي، مئات الآسيويين تم التشهير بهم بسبب فكرة ان الرجل الأصفر خشن ومتوحش ساموراي، ملايير النساء يعانون من التميز الجنسي ويوصفون بالضعف والغباء بسبب صغر جمجمة المرأة نسبيا مقارنة بالرجل وإختلاف الأعضاء والوظائف الجسمانية...مئات من التلاميذ يضطرون الى مغادرة المدارس بسبب التمييز المبني على تحيزات لا واعية...الخ

في كتاب نهاية التحيز: كيف نغير عقولنا؟ لجيسيكا نوردل، تطرح سؤال مهم وهو كيف نتخلص من مشكل التحيزات اللاواعية الأفكار لم نخترها أصلا؟ تقول بأن محاولة النهوض بالوعي ونشر ثقافة عدم التحيز هي حل فاشل غير مجدي تماما، الحل الحقيقي الوحيد هو تحفيز التواصل النظامي بين الفئات والأطياف المتضادة ثقافيا ومعرفيا، بالحوار المباشر يمكن أن تخلق العاطفة الإيجابية التي من شأنها كسر الصورة النمطية للمجموعة التي ينتمى اليها الفرد نفسيا ومعرفيا، ومن ثم القضاء على بذور العدوان المجهري Microaggression التي يتحول في لحظة ما الى لحظة عنف او تطرف كبير تجاه الاخر.

في رأيك هل ينفع الحوار وحده في كسر التحيزات اللاواعية لذلنا؟ كيف يمكن الوصول إلى مرحلة الحوار أصلا إذا كنا نحمل قدر كبير من العدوان المجهري تجاه فكرة أو شخص؟ ما تقييمك لحل نوردل ورأيك فيه؟ ومالذي تقترحه أنت للتخلص من المشكلة؟ اعطنا تجاربك في التخلص من احد انحيازاتك؟؟

اه كدت أنسى... بالنسبة إلى العنوان وقصته، إسألوني في التعليقات لأسرد لكم تفاصيل القصة، لا تفوتوا متعتها.