ما هو مفهومك للسعادة في الدنيا من وجهة نظرك ؟ و هل هي ترادف الرضا بما قسمه لنا في الدنيا؟ و أن السعادة الحقيقية هي في الجنة ؟

السعادة مفهوم واسع النطاق ولا توجد له إجابة محددة، فقد تجد فقيراً تعيساً ويظن أن السعادة في المال، وتجد غنياً تعيساً ويظن أن السعادة في راحة البال، ولو نظر الفقير لجاره الفقير لوجده سعيداً يلعب مع أطفاله، إذاً السعادة ليست في المال، ولو نظر ذلك الغني لجاره الغني لوجده سعيداً أيضاً، إذا المشكلة تكون بداخل الإنسان نفسه وليست بظروفه المحيطة به، السعادة تنبع من داخل الشخص ذاته، كيف ينظر لتلك الظروف القاسية علي أن بها الكثير من السعادة.

لذا أتفق معكى أن السعادة في الدنيا تكمن في الرضا، لكن ليس المقصود بالرضا هنا رضا المغلوب علي أمره، بل المقصود هنا هو الرضا النابع من داخل الشخص ذاته، ينظر فلا يجد سكراً ليضعه في الشاي فتجده بكل إشراقه يقول ذاك الطعم الحقيقي للشاي بدون تكديره صفوه بحلاوة تغير من طعم الشاي.

قلت مسبقاً، لا سعادة في هذا العالم، إننا نتراقص على أنغام القدر، السعادة الحقيقية هي في الآخرة، أما البحث عن السعادة في الدنيا فهي بحث في سراب زائل

 السعادة في الدنيا هي الرضا بما قسمه الله لنا 

السعادة مفهوم واسع وكل شخص له طريقته في السعادة، جميل هو نظرك للسعادة، لكن كيف يمكننا الوصول للرضا بما قسمه الله لنا؟ الحقيقة الأمر معقد جدا.

كذلك السعادة تحتمل العديد من الأوجه يوجد من هو راض وغير سعيد، الرضا والسعادة من نظره يختلفان عن بعضهما.

السعادة ربما هي شعور، وآخر السعادة هي موقف بالنسبة له، وآخر غير ذلك.

.. وسيظل يتوهم ويتوهم حتى يموت".

أود أن أذكر هنا رؤية مصطفى لطفي المنفلوطي لمسألة شعور الإنسان الدائم بالشقاء، والتي عرضها بكتابه "النظرات"، حينما قال.. " السبب في شقاء الانسان أنه دائما يزهد في سعادة يومه ويلهو عنها بما يتطلع إليه من سعادة غده، فإذا جاء غده اعتقد أن امسه كان خيرا من يومه، فهو لاينفك شقيا في حاضره وماضيه".!! 

أما فيما يخص مفهوم السعادة، فهو كان وما زال واحدا من أكثر المصطلحات إثارة للجدل على مر التاريخ الإنساني.. 

لكن بشكل شخصي أعتبر السعادة أقرب ما تكون "لراحة البال"وصفاءه، وهي شعور بالرضا ممزوج بالإقتناع.

وتناولت منذ أيام موضوع السعادة من زاوية أخرى بإحدى مشاركاتي، وأفادتني كثيرا نقاشات الزملاء خلالها..