لأن المختلفين عنا دائماً ينظر اليهم على انهم متمردين ..ا
هل أتباع القوانين دائما أفضل خيار دون النظر الى العواقب الناجمة عن الرفض ؟
أعلم أن هنالك قوانيين غبية وبحاجة إلى كسرها، ولكن طالما هذه القوانيين لها عواقب في حال لم نلتزم بها فنحن مجبورين على الالتزام والعمل بها، وإلا سينتهي بنا المطاف لإتهامنا بأننا متمردين، ليس هذا فحسب، ربما ينتهي بنا المطاف في السجن.
في المقابل هنالك الكثير من القواننين تضمن حقوقنا وحريات وإلا سيسود قانون الغاب.
هل أتباع القوانين دائما أفضل خيار دون النظر الى العواقب الناجمة عن الرفض ؟
كما تقول المقولة الفلسفية " القوانين وضعت لخترق" ...هي بالفعل كذلك ، بعض النظر عن التمدن والتحضر، لا بعض القوانين وضعت ليتم تحازوزها، ليس لان واضعها يريد ذلك بل لانها تخالف الطبيعة البشرية ، لانها لا تتوافق بشيء مع قوانين الحياة المفترضة ان تكون، بعض القوانين المدنية، الاعراف ، والتقاليد...الخ.
لكي تجيب عن سؤال لماذا عليا ان اتبع القانون ؟ وهل الخروج عن القانون تمرد في كل حال؟ عليك ان تقرأ ميشال فوكو، وبالتحديد كتابه المراقبة والعقاب، الذي يشرح فيه كيفية عمل القانون ولماذا وجد القانون، وعلى ماذا تأسس زلماذا تعاقب الدولة على اي خرق للقانون مهما كان تافها، ولماذا تخلق الدولة قوانين تافهة وغير معقولة مع ذذلك الكل يتبعها ؟؟؟؟؟؟؟
لا أرى أن الأمر بهذا الوضوح. يتوقّف ذلك على معيارين: المعيار الأوّل يتمثّل في قدرتنا على التقبّل، أي قدرتنا على استيعاب اختلاف الآخر عنّا. هذا من الناحية التي تعتمد عليها قدراتنا على العيش في سلام مع الآخرين.
ومن الناحية الأخرى، يعتمد الأمر على المبدأ الثاني، وهو مبدأ الإيذاء. يجب علينا ألّا نؤذي أي شخصٍ بأي أسلوبٍ. بالإضافة إلى إدراكنا نقطة أن الشخص ما دام غير مؤذٍ فهو حر في اختياراته.
في كل قانون ثغرات و حلول قانونية لكل معضلة فهذا يرجع الى العواثب و النفع فلربما يمكن ان تخالف بند من بنود القانون و لكن انت تحت طائلة بند اخر ينجيك من العقاب الشديد او يخفف عليك العقاب و هنا سوف تخالف القانون بالقانون ، النظر الى حجم العقاب و التفكير فى المزايا التى يمكن ان تتنج و طبعا لا بد من مراجعة النفس بشكل اخلاقي
هناك قوانين ما زالت في الكتب نعتبرها الآن جنون بعينه وسفه. ولكن ألا تتفق معي أنها حينها كانت لها معقوليتها؟ بالطبع نعم، فالناس في الماضي كانوا يأتون غرائب الأشياء فيأتي غريب القانون ليقوًم من سلوك هؤلاء الناس بغريب القانون. حينها لم يكن غريباً ولكنه قد يبدو غريباً اليوم. قرأت من فترة بعض القوانين الغريبة جدً في أمريكا و مازالت إلى الآن منها على سبيل المثال التالي:
- You’re not allowed to drive a black car on a Sunday in Denver, Colorado
وهو يعني : لا يجوز لك أن تقود سيارة سوداء اللون في يوم الأحج في دنفر، كوليرادو.
- You can’t wash your neighbour’s car without permission in Los Angeles
لا يجوز لك أن تغسل سيارة جارك بدون إذنه في لوس انجلوس
- It’s illegal to drive while your dog is tethered to your car in Alaska
منافي للقانون أن تقود السيارة وكلبك مربوط إليها في ألاسكا
وهناك غيرها من القوانين الغريبة التي كانت في وقتها معقولة جداً أنا الآن فهي من الماضي لأن الناس لم تعد تعمل غريب الأفعال التي كانت تفعله آنذاك. ففي كل عصر قوانينه.
ولكن هل علينا أن نحترم القوانين؟ أعتقد نعم، لأنها يكون متفق عليها بالإجماع في البرلمانات ولذلك إذا لم تعجبك أنت شخصياً فانها تعجب الكثيرين الذن يجب عليك أن تحترم إرادتهم طالما ارتضيت أن تعيش معهم في رقعة بلد واحد.
صراحة أنا من الأشخاص الذين يميلون في هذا الموضوع إلى أنصاف الأمور, فأنا لا أميل إلى تطبيق إلقوانين بحذافيرها ولا إلى رفضها كليا. من جهة فإن تطبيق القوانين حرفيا يعني أن نصمم ذهنيتنا وتفكيرنا على العمل داخل الصندوق وبالتالي فنعجز عن الخروج بتحليلات نقدية وأفكار إبداعية في الكثير من المواقف. أنا أشعر عند تطبيق القوانين كأنني مكبلة جسديا وذهنيا على حد السواء فأصبح عاجزة عن التحرك بحرية . وبنفس الوقت فإن التحرك بحرية تامة بدون إعارة أي اعتبار للقوانين أمر يضر اجتماعيا إذ أن هناك أنظمة وقوانين وأعراف اجتماعية لا يمكن الخروح من نطاق صلاحياتها. لذلك على الواحد منا أن يوازي بين الالتزام والإبداع.
التعليقات