هل قرأتم لعبقري القصة القصيرة أنطون تشيكوف وشبيهه المصري يوسف إدريس؟ أو للشاعر إبراهيم ناجي أو جون كيتس؟ هل قرأتم للروائي أحمد خالد توفيق أو الأديب مصطفى محمود أو علاء الأسواني؟ هل قرأتم للأطباء الأدباء؟ كل هؤلاء يجمعهم الطب والأدب من وسط كثيرين جداً في العالم الغربي والشرقي. لا أعلم حقيقةً لماذا كثير من الأطباء اشتغلوا بالأدب والشعر والكتابة؟ ليس فقط في عالمنا العربي بل على مستوى المعمورة!

أجرى موقع (Literary Hub) حواراً مع أربعة أطباء (نكتفي بإجابة اثنين حتى لا تطول المساهمة) يشتغلون بالأدب وطرح السؤال التالي عليهم: بأي الطرق يساعدك الاشتغال بالأدب والكتابة على ممارسة الطب؟ أو بمعنى آخر، لماذا أصبحت طبيباً أديباً؟

أجاب جامي وايزمان (Jamie Weisman) قائلاً: قال وليام فوكنر إن الكتابة عملية اكتشاف. فعندما أشرع في كتابة مقالة أو عمل خيالي فإني أبداً لا أعلم ما الطريق التي ستسلكه أفكاري. يصدق هذا الأمر أيضاً على مرضاي؛ فهم لا يعرفون تلك التفصيلة المهمة التي تقودهم إلى فهم مرضهم. عندما كنت في الجامعة تعلمت أن اطرح الأسئلة العامة المفتوحة الإجابة، كأن نسأل المريض: ما الذي جاء بك إلى العيادة؟ هذه الأسئلة المفتوحة في الطب هي التي أفتتح بها مقالاتي. الطب يجعلنا نسأل أسئلة عامة لها العديد من احتمالات الإجابة وكذلك الأدب؛ فطبيعة الأدب تشابه طبيعة الطب هنا.

يقول الطبيب جافن فرانسس (Gavin Francis) إن الاشتغال بالأدب يجعلنا نكتشف مواطن إنسانيتنا، ويسلط الضوء حياة الآخرين ويوسًع من دوائر الإدراك لدينا. ذات الأمر ينطبق على الطب وممارسته؛ فهو يتيح لك الفرصة الممتازة لرصد ومحاولة فهم كيفية نظر الناس إلى الدنيا و إلى معايشتها. يعجبني مثل أوزلر الشائع: إن أهمية معرفة نوع المريض الذي يعاني من مرض ما تفوق بكثير أهمية معرفة نوع المرض الذي يعاني منه المريض. إن الطب والأدب يتعاضدان في موضوع اهتمامهما بالإنسان وبالأسئلة الكبرى في الحياة التي تقض مضاجع مرضاي.

كان ذلك تفسير طبيبين أديبين. فكيف تفسرون أنتم ظاهرة الأطباء الأدباء؟ هل هم خلقوا وطُبعوا أن يكون أدباء في المقام الأول ثم صادف أن يدرسوا الطب أم أنً مهنة الطب استفزتهم إلى الاشتغال بالأدب؟! وهل من أطباء أدباء قرأت لهم؟