أتذكّر أنِّي كنتُ أنظر لفتيات فاتنات بعين الإعجاب، وحين عرفتهنَّ أصبحتُ أصرخ: إليكِ عنِّي!
في العالم الرقمي وفي ثقافة صورية، أصبحنا نقيس الصفات بما يبدو لنا، بما يثبّه الناس عن أنفسهم من صور.
عندما نقضي عشر دقائق على الانستغرام، فالشخص منّا قد يتعرَّض إلى عشرات الصور لأناس مختلفين، كلّهم يبثّون لنا اعلانًا معينًا عن حياتهم، سنُحمّل هذه المعلومة عنهم في عقولنا، ونُفاضل بينها وبين بقية الناس.
شيئا فشيئًا، سيكون لنا هرم متسلسل بتقييمات رقمية: هذهِ تِسعة! هذه سبعة ونصف! وهذه "عشرة" تُكتبُ فيها الأشعار.
نحن لا نملك قُدرة على تحميل معلومات مهمِّة عن هذه الـ "عشرة" غير منظرها التي أعلنته لنا.
ماذا لو حمّلنا معلومات أخرى عنها بنفس السهولة؟ ماذا لو عرفنا كيف هي طباعها؟ ماهي آراؤها في الدين، العائلة وغيرها من الأمور التي تهمّنا؟
لأننا لا نستطيع تحميل هذه المعلومات، نشعر أحيانًا أنَّ الفتيات التي نعرفهنَّ -على ما فيهنَّ- أقل جاذبية من الغريبات. الغريبة فيها جاذبية خاصِّة، عالم من المجهول، ليس عندنا إلّا معلومات بسيطة محمَّلة عنها: الشكل الذي بثَّته لنا.
أمّا التي عرفناها، فنحن عرفنا من التعامل معها صفات كثيرة عنها، صفات تتوافق معنا وأخرى كثيرة لا تتوافق. صفات جعلتنا أقل "حماسًا" للتمسّك بها.
في المرَّة القادمة، ذكِّر نفسك حين تصبو إلى من يشي منظرها بالحُسن، أنَّك لم تُحمِّل معلومات كافية عنها، وانتظر حتَّى يكتمل تحميل الملف كلّه :D
التعليقات