في لعبة العلاقات، يبدو أن الرجل الوحيد يُهمَل، بينما من تحيط به النساء يتحول فجأة إلى مغناطيس جذب. هل هو منطق نفسي؟ حيلة اجتماعية؟ .

المرأة تنجذب للرجل المرتبط أو المحاط بالإناث، و تتقزز من الشخص الأعزب الوحيد المنفرد، فأي رجل حينما يجلس في مكان عام فإنه حتى الكلاب و القطط لن يشرفها رؤية وجهه البائس، لكن لو جلس مع فتاة فستأكله جميع النسوة بعيونهن خصوصا لو كانت جليسته حسناء ممشوقة القوام و مليحة القد.

فكما أن المال يجذب المال، فإن النساء أيضا يجذبن النساء، فالمال لا ينجذب للفقير، و كذلك النساء لا ينجذبن للوحيد، فالأشياء و الأشخاص تنجذب لمثيلاتها و تحن لشبيهاتها، فلكي تكون ثريا عليك أن تتمتع بعقلية الثراء، و كذلك لكي تجذب الاناث عليك أن تتصف بعقلية الوفرة، فالكون عبارة عن ذبذات و ترددات و اهتزازات طاقية تنسجم كل واحدة منها مع أختها.

فالأنثى لديها حاسة سادسة قوية و حدس فائق يجعلها تكتشف الرجل المحروم المكبوت فتنفر منه، بينما تركض خلف الرجل المتسم بالاكتفاء العاطفي و الامتلاء الرومانسي و الاشباع الجنسي، فإذا كنت باردا و لامباليا تجاه المرأة فستجذبها، أما لو كنت ملهوفا و متحرقا و متشوقا لها فستهرب منك كما يهرب الناس من الجذام و الطاعون.

ألا ترى معي كيف أن الشاب المثلي يكون دائما محاطا بالاناث، لا لشيء سوى لأنه لا يشتهيهن أصلا بالمرة، و لا يحس بأية رغبة جنسية أو حتى عاطفة تجاههن، و كذلك المتزوج أو زير النساء أو الألفا القوي، فهؤلاء جميعا يجذبون الفتيات إليهم دون أدنى جهد منهم يذكر، و ذلك لأنهم وصلوا إلى درجة مخيفة جدا من الإشباع الجنسي و العاطفي.

بينما الوحيد يعاني في صمت، و هذا يجعلنا نتأمل مليا مقولة المصريين: "الدنيا ما بتديش محتاج"، و يدفعنا أيضا لفهم حكمة: "الأغنياء يزدادون غنى، و الفقراء يزدادون فقرا"، إذ ما أن يخطب الرجل أو يتزوج أو فقط يكون على علاقة مع إحداهن، حتى تأتيه أفضل العروض من أقوى الأندية العالمية، و سينبهر لحجم الطلب المفاجئ و الكبير عليه.

لذا فغض البصر من الأهمية بمكان، إذ أنه يصيب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة يجعل إيغو المرأة يتلاشى و يندثر لأنه قائم بالأساس على نظرات الرجال إليها بشهوة و إعجاب، مما يجعلها تترفع على الجميع تقريبا و تحس بالاستحقاق المزيف، و من جهة أخرى فغض البصر يجعل صاحبه في أعلى درجات القوة و الطاقة و القبول و الجذب.