🔦

لنفترض أن الصح مبنى كبير ندخل فيه لنعرف مما تكون سنكتشف بعد بحث أن الصح مرتبط بالقضاء على الخطأ بطرق متعددة كالإهمال و التجاهل و القهر و القمع و هذه الأفعال هي نفسها ما نسبناها لسوء المعاملة و هذا يدل على أنها متوفرة في مبنى الخطأ الذي تكون منها كما تكون مبنى الصح منها فما يعاني منه المبدع هو التجاهل و عدم الاهتمام و الاضطهاد و القمع و الإهمال و إذا كان بين الصح و الخطأ تطابق فأين الاختلاف!؟

إذا كان هناك تشابه بين الصح و الخطأ يجب أن نسأل أنفسنا ما الخير!؟ و ما الشر!؟ فالخير من منظور إنسان شر من منظور إنسان آخر و خير من خالف عقيدتك هو شر من منظور عقيدتك! كيف نفرق بينهما!؟ 

فهمنا أن الصح تركب من عوامل تكون منها الخطأ و الخير خلط بعوامل تستخدم في الشر و الشر يتكون من عوامل نستخدمها في الخير و هذا التداخل بينهما يشرح ماهية التناقض و التشابه بين البشر.

إذا دخلنا مبنى الخطأ سنرى عوامل تفيد فاعل الخطأ كنفع النفس و دعم من يتفق معه و الاجتهاد لمحاربة من يخالفه هذه لا تختلف عن آليات فاعل الصح للقضاء على ما صنفته عقولنا بالخطأ لكن لا يصح أن يكون الصح و الخطأ شيء واحد لأن الخير و الشر ليسا وجهان لأصل واحد فما الفرق الدقيق بينهما!؟

الصح هو الانتصار لحرية الفرد ضد جماعة تقمع حريته و الانتصار لحرية جماعة ضد فرد يقمع حريتها و الخطأ هو الانتصار لحرية فرد يقمع جماعة و الانتصار لحرية جماعة تقمع حرية فرد ليس لديه نزعة التحكم بالآخر و نفهم من هذا الاختلاف أن الخير يعمل لصالح التحرر من الطغيان و الشر يعمل لصالح من بنى إرثه على طاعة الجميع له فيقمع الطاغية فئة غايتها الخروج من مساحة سيطرته عليهم فالشر تكون عندما فضل الفرد نفسه على غيره و بتفضيله لذاته على غيره تكونت الأنانية و تشكل الاستبداد و تبلور الطغيان.

الخير 

و

الشر 

تكونا

من

مكونات واحدة لكن الشر يفضل الفرد على الجماعة و الخير يفضل الجماعة على الفرد مع عدم نزعتهما للتحكم بالآخر.