تكثر اليوم ظاهرة التنمر وأشد ما تكون تلك التي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي حيث لا رقيب ولا حسيب، ولا وجه يقابل به، الكل بإمكانه أن يطلق الشتائم والمسبات ويتطاول على حريات الأخرين، بدعوى الحرية نفسها، يقولون أنهم أحرار كشعاع الشمس، لكن شعاع الشمس هذا يمكنه أن يخترق كل شيء ويحرقه، فقط لجلب متعة لحظية لشخص مريض أو مغفل.

في علم النفس تسمى مثل هذه الأنواع من الشخصيات التي تحمل شعاع الشمس هذا بالشخصيات الوقحة وهي مزيج بين مجموعة من الشخصيات الأخرى ذات البعد المرضي، فتجمع بين النرجسية والقوي الزائف ونشوة المرغوب، كل هذه الشخصيات مجتمعة تشكل نوع من الشخصية الإغوائية التي تبدوا للشخصيات الضعيفة على أنها شخصيات جيدة، في حين تبدوا للشخصيات القوية الصحية، شخصيات مرضية سيكوباتية يجب تجنبها وتجاهلها، وهذا هو الأصح.

أصعب الحالات التي يتم فيها التعامل مع هذا النوع من الشخصيات هي التقاربات الواقعية المصيرية، مثل التقارب في مجال العمل أو الأسرةـ، وعادة ما يكون شخص ما قريب منا واقعيا، بشوب بهذا النوع من الشخصيات، ويصبح الأمر خطرا لا بل ومدمرا، عندنا ندخل في علاقة عاطفية جدية مع هذا النوع، والتي عادة ما تنتهي بطريقة مأساوية أو أن تستمر في سلسة تنازلات مؤلمة ، من أهم علامات هذا النوع من الشخصيات، هو التمادي في كس الحدود الموضوعة من طرفنا، والاستهزاء بمشاعرنا في حال الاعتراض والتسخيف من مواقفنا دائما .فيما يلي بعض الخطوات العملية التي يمكن أن تساعدنا في التعامل مع هذا النوع، وهي خطوات يجب أخذها بجدية، لأنها يمكن أن تنقد وظيفتك أو صداقاتك، أو علاقاتك الحميمة:

·وضع الحدود الواضحة: من المهم وضع حدود وإعلام الشخص بأن سلوكه غير مقبول.. بهدوء واحترام .

·تجنب الرد بفظاظة: قد يكون من المغري الرد على الوقاحة بمزيد من الوقاحة ، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى تصعيد الموقف. بدلًا من ذلك، علينا الرد بلطف واحترام.

·التعامل مع الوقح بحسب درجة وقاحته: صحيح ان احسن حل لرد الوقاحة هو اللين والترفع لكن هناك درجات من الوقاحة لا يمكن الرد عليها إلا بالشدة والحزم وابداء العدائية .

·الهدوء سر اللعبة: علينا الاحتفاظ بالهدوء مهما كان الامر مستفزا، لان وقود الوقح هو الاستفزاز وادخالنا في حالة العضب، لذلك علينا أن لا نتبع الخنزير الى الوحل .

الأن أخبرني عن أصعب تجاربك مع الشخصيات الوقحة، وكيف تتصرف في حالات كهذه؟ ماهي احسن طريقة للتعامل من الوقح ورده؟