في هذا الوقت والعصر ورغم وجود كم هائل من البيانات والمعلومات عن شتى المجالات وبالاخص الرياضية والصحية من المثير للجدل وجود هذا الجهل وعدم المعرفة المركبة لاسباب كثيرة ، فلقد استوقفني مقطع فيديو قصير يناقش فيه كيفية التخلص من الدهون عن طريق التأمل فقط او تدليك منطقة معينة من القدم والخ من المحتوى المضل للمشاهد البسيط والكسول ، ومن هنا اقول كل شخص مسؤول عن نفسه ومن يحيط به لزيادة الوعي الصحي والرياضي لحياة افضل واكثر نشاط.
الوعي الرياضي والصحي في زمن المعلومات
محتوى من أجل المال، تلك هي الثقافة الآخذة في الازدياد منذ بدء دفع المنصات لصناع المحتوى مثل يوتيوب وتيك توك.
بالإضافة إلى أن المحتوى التافه والسخيف يأخذ في التداول على منصات التواصل الاجتماعي لإثارة الجدل وربما الضحك، مما يشهر صاحبه ويعيطيه دافعًا مضللًا في الاستمرار.
ذلك دفع المئات لإنشاء محتوى بغض النظر عن انتهاك خصوصيتهم الشخصية أو إذاعة معلومات مضللة أو تصوير ما لا يصح تصويره.
لطالما قالوا أن المال هو أقوى محرك لغرائز الإنسان، لكنه للأسف أصبح اسوأ محرك لغرائز الإنسان، فأصبح المال في قلوبهم، بدلًا من أيديهم.
أعتقد أنك أثرتى نقطة مهمة جداً وهى أنها محتويات من أجل المال ، وأرى أنه لتخفيض الدهون يتطلب الأمر مجهوداً مكثفاً مع تغيير العادات الغذائية .
لذا فإن مثل هذه الفيديوهات تخاطب عقلية المشاهد الساذج الذى يميل للسهولة فهل تتفقين معى في ذلك ؟
والأهم من أنه محتوى عديم الفائدة أنه يستخف بعقول المشاهدين إلى درجة كبيرة، لا أستطيع أن أفهم كيف يلغي البعض عقولهم لمشاهدة محتوى غير منطقي بالمرة ولو حاولوا التفكير للحظات لوجدوا أن صاحب المحتوى يستغلهم لمصالحه الشخصية وأنهم هم من يتم استهلاكهم وليس المحتوى في الواقع.
ولو حاولوا التفكير للحظات لوجدوا أن صاحب المحتوى يستغلهم لمصالحه الشخصية
الكثيرون للاسف لا يفكرون حتى هذه اللحظات، بل يندفعون للمشاهدة إما لأنه يرغب في معرفة هذا المحتوى بدافع الفضول، ويقوم بال"تجربة" بنفس الدافع، والبعض يشاهد من أجل الفكاهة والتندر ولا يدري انه يساهم في نشر هذا المحتوى دون أن يدري
الأمر ليس مقتصرًا على المجالات الصحية والرياضية فقط، بل كل المجالات تقريبًا، فلم يعد هناك أي تخصصية، أي شخص يحكي بأي مجال وبأي موضوع وللأسف الكل يستمع ويتابع، أتذكر أحد الفتيات كانت تعطي وصفات للبشرة، ونصحت بقطرة للعين تحتوي على الهاليورينك أسيد لتستخدم للبشرة، وكثير سمع منها ونفذ الأمر، رغم أن الأمر كله خطأ فمنتج للعين يختلف بالتركيب وحجم المركب عن البشرة وقس على ذلك باقي المجالات. كنت سمعت من فترة أن اليوتيوب سيراجع المحتوى التخصصي ولكن لا اعلم متى سيطبق ذلك
التجارة بالمحتوى و نشر الجهل، و هذا هدف الكثير من عبيد المال في مختلف بقاع الأرض!
أتذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم " العلم لا يؤخذ من أفواه العامة "، و ليس كل من يكتب فهو على علم. و لأن الكتابة تحتاج لثقافة واسعة و دراية بما ستقوم بحياكة حروفه و نسيج موضوعه على حد سواء، فلا بد للكاتب من التوسع المعرفي و الاستدلال و التشبيه و الكنايات و ضرب الأمثلة بالواقع. فهل كل من أمسك قلمًا يعد نفسه كاتبًا و مؤلفًا؟
بالطبع لا، و لا أقول في نفس الوقت أن علينا احتكار الكتابة للمختصين المحترفين، لكن يكفي تحري المعلومة و ما وراءها من تاريخ و حقائق.
و قد صادفت الكثير من المواضيع ( السخيفة و الغير مبنية على يقين و معرفة ) مما جعلني لا أقرا للموقع الالكتروني ذاته مرتين.
التعليقات