لا نختلف على أن السفر لدول العالم المختلفة يغير من شخصية الفرد ويعلمه الكثير من الأمور التي لم يكن ليعرفها لولا ترحاله. ولكن هل الإقامة في بلد منخفضة الحرارة تؤثر في الشخصية بما يعاكس ما تقوم به البلدان ذات الحرارة المرتفعة؟
لنفترض بأني أعيش في مدينة دافئة وصديق لي يعيش في مدينة باردة، ونتلقى التعليم ذاته ونفس المستوى المعيشي، أي أن الاختلافات بيننا ليست بكبيرة. في تلك الحالة ترى بعض الدراسات أني سأتمتع بصفات شخصية مثل الاستقرار والمرونة والتفتح بمقدار أكبر من تمتع صديقي بالصفات نفسها.
كما أن البعض تحدث حول تأثير درجة الحرارة في الحالة المزاجية، وأجد نفسي متفقة مع هذا الرأي، فحالتي المزاجية تصبح أفضل في درجات الحرارة المنخفضة في فصلي الخريف والشتاء، وأتمتع فيهما بحالة من الاتزان والاستقرار العاطفي والقدرة على التفكير بتأني، فيما ينقلب مزاجي كثيرًا حينما يحل الصيف وأصبح أكثر إنفعالًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود الاكتئاب الموسمي بأنواعه الصيفي والشتوي وغيرهما دليل على تغير المزاج بسبب اختلاف درجات الحرارة.
ورغم التغيرات التي تحدث نتيجة اختلاف درجة الحرارة، إلا أن هذا الأمر لا يشكل نمطًا ثابتًا بين كافة الشعوب، فربما يتفق مجموعة من الأفراد في الصفات الشخصية بالرغم من إقامة أحدهم في مكان ساحلي والآخر في مكان صحراوي.
وبصفة عامة فإن درجات الحرارة شديدة الارتفاع أو الإنخفاض تؤثر غالبًا على عدد كبير من الأشخاص وتضعهم في حالة من الإرهاق.
فهل تعتقدون أن اختلاف درجات الحرارة يؤثر على شخصية كل فرد منا، وهل تكيفنا مع البيئة التي نعيش بها يمكنه تغيير صفاتنا الشخصية؟
التعليقات