فعلت معي صديقة موقفًا طيبًا، واللّه لم أنساهُ لها، ويبقى في ذاكرتي من حُسن أثرها وجَميل صُنعها، وبعد فترة تعرضت صديقتي لموقفٍ تفهمتُ من خلاله أنها تودُّ لو أبذل لأجلها شيئًا وأردّ هذا المعروف ..

ولم يكن بمقدوري ولا حدود طاقتي أن أفعل ما أرادته، وانقلب الشعور من ودٍّ إلى غصة بداخلي وشعور لديها بتقصيري وانتقاصي لحبها!

لم تحزنني رؤيتها بقدر ما حزنت عن عجزي عن المساعدة، ورغم إدراكها أنها لو كانت في أمر مختلف لما ترددتُ لحظة!

وحتى الآن تنتابني لحظات الندم " رغم أني حاولت بكلّ طاقتي أن أعوض الموقف في مواقف أخرى "، ولحظات وأخرى من العَجب : أنا حينما أفعلُ شيئًا لا أنتظر مردودًا له، ربما أتعشمُ لكن سقف توقعاتي ينخفض لمسببات كثيرة :

* أشعر أن الفعل نابع من دواخلي، وفعلتُه فقط لاني أردتُ فعل هذا.

* أدرك أن في البشر قصورًا وضعفًا تمامًا كالذي بين يديّ، إذًا لا أحمّل أحدًا فوق طاقته.

* ألتمس الظروف والتخبطات التي نمر بها جميعًا وغالبًا ما أشعر أن الحياة لم تصفو لأحد قط، فيأتي التجاوز عندي عن انتظار مردود صُنع المعروف في المقام الأول.

ماذا عنكم ، أليس لحدودكم البشرية طاقة واحتمال، وهل حينما تفعلون أمرًا تنتظرون مردوده ؟ أم أنكم تفعلوه لمجرد أنه قد نبع من دواخلكم !