الناس المملين ، ثقيلي الدم

ولكن ما بال الناس المملين ، ثقيلي الدم ، لا يمزحون ولا يضحكون ، و حتى كلماتهم قاسية ، غير متناسقة ، فأنا أتساءل ، هل هذا راجع لماضيهم ، أم ورثوا هذه الصفات ، أم تكبر أم ماذا ، أم هي عُقدٌ مرُّوا بها 

لا أدري إن كان من الجيد إطلاق لفظ ثقيل الدم على شخص ما كائنًا من كان، فلا ندري خلف عبوس وجوههم أي قصصٍ يعيشون..

كما أن البعض لا يمتلك الذكاء الاجتماعي ولا العاطفي للتعامل مع الناس والبعض يعاني الرهاب الاجتماعي..

كثيرة هي الأسباب التي تدعو الشخص للعبوس أحيانًا أو كسرة قلب تجعله شاردًا منقطعًا عن دنيا البشر..

لكن المحارب الذي يتغلب على كل ذلك باليقين والصبر والاستعانة بالله والتفاؤل، نحييه احترامًا.

لكُل شخص طريقة في تعاطيه مع العالم ومع المُحيط ويبدو أنّ الناس تختلف جداً من حيث هذا المعيار، فنحن مُنقسمون بحد رأي الدكتور جوردان بيترسون (عالم وأستاذ بعلم النفس):

• شخصيّات مُتفائلة
• شخصيات عصبية مُنغلقة
• شخصيات مُتقبلة
• شخصيات يحكمها الضمير والوعي
• شخصيات مُنفتحة على كُل أمر

واختلاف هذه الشخصيات يأتي من اختلاف البيئة المُعاشة والظروف والجينات وعديد الأمور، مما يمنح كُل شخصية نظرة خاصّة للأمور حتى بناءً على تجاربها الشخصية، لذلك حين يتفاعلون مع بعضهم البعض قد يحدث صراع بين شخصية مُنغلقة وعصبية وشخص لديه انفتاح على كُل أمر أو شخصية مُتفائلة.

هُناك طرق للتعامل مع كُل شخصية، ينصح بها الدكتور وعلماء النفس أيضاً، أنصحك بالتعلّم منه مباشرةً، اسمه: JORDAN PETERSON.

الضحك وتقدير الفكاهة من المكونات الحيوية للوظيفة الاجتماعية والعاطفية والمعرفية للانسان. ومن العجيب ان نعلم ان الانسان ليس وحده الكائن الذي يمكنه الضحك، بل إن بعض أنواع القردة أيضًا تضحك ضحكة مكتومة جيدة. قد يكون هذا قد تطور لأنه يساعدهم على البقاء على قيد الحياة.

وبشكل او بأخر هو نشاط مجتمعي يعزز الترابط ، ويبدد الصراع المحتمل ويخفف من التوتر والقلق.

إلا ان هناك نوع من الرهاب اسمه رهاب الجلوتوفوبيا ، يمكنه ان يتطور إلى قلق شديد يقوض الفرح يتراوح من عدم الكفاءة الاجتماعية إلى الاكتئاب الشديد. قد يؤدي إلى مراقبة بيئية يقظة بحثًا عن أي علامات للسخرية. قد ينشأ هذا الخوف غير الطبيعي من السخرية من تجارب الحياة المبكرة السلبية من التعرض للمضايقة أو السخرية .

اي انه من المرجح ان هذه الشخصيات الكئيبة تعاني من صدمات نفسية مبكرة جعلتها حذرة تجاه الروح المرحة، التي حباك الله بها ، وهي نعمة تستحق الشكر.

وعليكم السلام طيفيي العابر كيف حالك؟ لعلك بخير.

قبل خروجي من البيت دائمًا ، أتعطر ، و أمشّط شعري ، و ألمّع حذائي ، و أتناول حبات من الحلوى كل صباح ، دائما أرى أن هناك أشياء جميلة في هذه الدنيا تستحق ذلك ، رغم أني تركت ورائي منزلاً ضيقا ، وزوجةً مريضة

جميل ما تفعل وثبتك الله على فعله؛ فليس لنا في الأخير إلا التعامل مع الحياة ومع ما يسوؤنا منها إلا كما نتعامل مع صديق غلس ليس لنا منه بد، فنلاينه ونداريه ونضحك عليه ومعه. تلك هي سياسة الحياة النافعة فيما أرى وأنت تتقنها؛ فهنيئا لك.

ولكن ما بال الناس المملين ، ثقيلي الدم ، لا يمزحون ولا يضحكون ، و حتى كلماتهم قاسية ، غير متناسقة ، فأنا أتساءل ، هل هذا راجع لماضيهم ، أم ورثوا هذه الصفات ، أم تكبر أم ماذا ، أم هي عُقدٌ مرُّوا بها ، ما رأيكم ؟

ولكن يا أخي لعلك لا تعلم ما بصدور هؤلاء" الثقلاء" الدم وما يعتمل فيها من المشاكل. فلعل لأحدهم مشكلة تفوق مشاكلنا جميعاً. و لتشكر الله أن أقدرك أن تضحك وسط أنت ما فيه و لتعذر الغير فلعل هناك ما يكربه جداً. ولكن بعيداً عن المشاكل، هنالك أناس - أتفق معك في هذا - لا يضحكون ولا يحبون الضحك ولا يحبون أن يروا من يضحكون بلا سبب ولا علة. هذه طريقتهم في الحياة وقد تكون طريقة التنشأة هي العلة الأكبر كأن يكونوا نشأووا وسط أبوين لا يفترون عن ضحكة ولا يطلقون قهقهة فمن أين يكتسبونها يا صاح؟! بالطبع أن تضحك و أن تبكي غير مكتسب ولكن أن يكون لدينا خفة الظل أمر نكسبه كثيرا من وسطنا المحيط. وبعضهم قد يصطنع الجد حتى يداري ما في نفسه من الهشاشة المعنوية وانعدام الثقة: وبعضهم قد يخشى إن هو تبسط و ضحك مع الآخر أن يجرحه الآخر بفرط تبسطه معه فيؤذي نفسه من حيث لا يريد وكلنا نفر من إيلام أنفسنا.