قد يخلط الكثيرين بين الخجل و الحياء ، فهل هما معنىً واحدًا ، أم أنَّ لكلِّ واحدٍ منهما مفهومه الخاص ؟

  • الخجل:

هو ذاك الغمّ الذي يلحق القلب إثر ظهور ريبةٍ ، أو غياب حُجةٍ ، فهو شعور تذهب به الهيبة ، و يضيِّع على صاحبه حقوقه ، و تفويت مصالحه ، فتراه متصاغرا ، متقاعساً ، لا يتكلم في مجلسٍ ولا يدلي ببيان ، و لا يأتي ببرهان ، صوته ضعيف ، ووجهه أحمر و جبينه متعرقٌ ، قد ضيّع فُرصًا ، و أهمل فوائدًا ، فهذا هو الخجل في أغلبه مذموم ، و الخجل نوعان : الأول حين تُنتقصُ المروءة و يتعرض صاحبها لموقف محرج فهذا يشترك فيه تقريبا كل البشر ، و الثاني و هو الإحجام و الخوف و خفوت الصوت و ضعف الحجة و التراجع و الإنكسار و هذا الجزء هو المذموم ،

  • الحياء :

هو خلق عظيم يمنع صاحبه من إرتكاب المنكرات و يأمره بفعل الأمور الخيِّرة ، و هو ذلك الوازع الذي يردع الإنسان من الإقدام على أمر سيء أو يرى فيه مكانة من أمامه، فيمنعه حياءه هيبةً و تقديرًا ، كحياءه من الله ومن الملائكة المطلعين عليه ومن الصالحين ومن الوالدين و من كل من له فضل عليه ، ومن الناس فلا يأتي بقبيح أمامهم ، و يعظّم واجباتهم فيسارع إليها ، فقد كان الصالحون يستحوون و هو فعل الأكارم ،

شكرا إخوتي