مرحبًا بك في عالم الموسيقى العربية اليوم! دعني أسألك: هل تساءلت يومًا لماذا أصبحت الأغاني تشتت انتباهنا بدلاً من أن تأخذنا في رحلة فنية؟ دعنا نجلس معًا ونتحدث عن هذه الظاهرة المريبة.
من هو الفنان هنا؟
أول شيء يلفت انتباهنا هو أن الكثير من الأغاني اليوم تعتمد بشكل أكبر على المؤثرات الصوتية بدلاً من موهبة الفنان. هل تصدق أنك تستطيع أن تجد فنانًا يجلس أمام الكمبيوتر، ويقوم بجمع الأصوات والتأثيرات، ويخرج لنا أغنية؟ يبدو أن الإبداع تم استبداله بأزرار "النسخ واللصق"! هل رأيت كيف تتكرر نفس النغمة في العديد من الأغاني؟ وكأننا نستمع إلى كولاج صوتي، وليس عملاً فنياً!
كلمات مكررة ومفردات سطحية
ولنتحدث عن الكلمات، هل لاحظت أن العديد من الأغاني تعتمد على نفس العبارات المكررة؟ "حب"، "قلبي"، و"شوق" تتكرر كأنها الأناشيد الوطنية! هل فقدنا القدرة على كتابة كلمات تعبر عن مشاعر أعمق أو حتى قصة مثيرة؟ يبدو أن الجهد المبذول في كتابة كلمات الأغاني قد أصبح ترفًا. وكأن الكتابة تحتاج إلى "شهادات علمية" لم تعد موجودة.
الفيديو كليب: مشهد أم مسرحية؟
ثم تأتي الفيديوهات. هل يجب علينا أن نكون فنانين عظماء لكي نبتكر فكرة فيديو كليب مثير؟ في كثير من الأحيان، نجد أن المخرج يعتمد على الإثارة البصرية أكثر من القصة. هل حقًا نحتاج إلى عشرات الراقصين ومشاهد الغموض لنجعل الأغنية جذابة؟ أحيانًا يبدو أن الكليب هو العمل الرئيسي، بينما الأغنية تصبح مجرد خلفية موسيقية!
ثقافة الاستهلاك السريع
وهنا يبرز سؤال آخر: هل أصبحنا نعيش في زمن الاستهلاك السريع للفن؟ نحن نبحث عن أغنية جديدة كل يوم، وكأنها وجبة سريعة! ومن ثم ننتقل إلى الأغنية التالية، نعيش على القشور دون التعمق في المعاني أو المشاعر. هل نحن كمستمعين نتحمل مسؤولية هذه الظاهرة؟ أم أن الفنانين هم من يتجاهلون هذا الجانب؟ يبدو أن الجميع مشغولون بالضغط على "لايك" و"شير" بدلاً من التفكير في الرسالة الفنية.
المبالغة في كل شيء
لنكن صادقين، بعض الأغاني تبدو كأنها صُنعَت لتُصبح موضة وليست فنًا. هل تتذكر عندما كانت الأغاني تعبر عن قضايا اجتماعية أو سياسية؟ أين ذهبت تلك الأيام؟ اليوم، يبدو أن العديد من الفنانين يعتبرون أن النجاح يكمن في التكرار والمبالغة، بدلاً من تقديم محتوى هادف.
الخاتمة: هل هناك أمل؟
هل انتهى الفن العربي؟ ربما لا. لكن يجب علينا أن نكون أكثر وعيًا كجمهور. يجب علينا دعم الفنانين الذين يقدّمون شيئًا ذا قيمة، ونقف ضد الأغاني التي لا تقدم أكثر من مجرد ضجيج. لذا، دعنا نعيد تعريف ما نعنيه بالفن، ونبحث عن الأصوات التي تستحق أن تُسمع.
التعليقات