تتفشى في مجتماعتنا حالات من الاغتراب النفسي والثقافي والاجتماعي، لأسباب متعددة؛ في نظرك ما هي هذه الاسباب التي تساهم في صعود هذا النوع من المزاج الاجتماعي؟ وما هي أضراره على الفرد والمجتمع؟ وما الحلول التي تقترحها للحد منه؟
لماذا يتصاعد الاغتراب كمزاج اجتماعي ؟
بداية دعنا نتعرف على أسباب الاغتراب. الأسباب تتنوع قد تكون صحية مثل؛ القلق والوسواس القهري، والفصام واضطراب ما بعد الصدمة، وقد يكون نتيجة سلوك الآباء وربما تكون الأسباب اجتماعية مثل؛ انتقالك من مدينة إلى أخرى وما ينتج من تقلص في العلاقات أو نتيجة ما يسمى بالاغتراب الوظيفي، أي أن الأسباب وظيفية، فتجد الموظف لا يشعر بأنه له دور في العمل، أو أن المسؤول عن العمل يمارس التمييز بين موظفيه فبالتالي يشعر الموظف بالاغتراب
هذه الأسباب هي من جعلتنا نؤمن بأن الاغتراب قد يتحول إلى مزاج اجتماعي ولكن في الحقيقة هي مجرد تراكمات وفي النهاية أصبحنا نر بأن الاغتراب ما هو إلا مزاج . أعلم أن هناك أشخاص يحتاجون إلى بعض الوقت ليكونوا بمفردهم وإلى حاجتهم للسلام الداخلي. ولكن حجة المزاج ليست هي البداية في تصرفاتنا.
لا يمكنني أن أطلق حكمًا بأنه مرض أو هوس، فالاعتماد على مثل هذه المفاهيم في الوقت الحالي أمر شائك للغاية، لأننا لا يمكننا أن نحدّد قدرتنا على التعامل أو الحكم على مثل هذه الأمور نظرًا لأننا غير مختصين، ولأن الحياة من حولنا أصبحت أكثر تعقيدًا من أي فترة مضت.
من هذا المنطلق، يجب علينا التعامل مع مختلف الأفكار بحياد، وبالتالي أرى أن المسألة إذا ما تعاملنا معها كظاهرة اجتماعية، تتمثّل أسبابها في الطريقة المختلفة للتواصل الاجتماعي في العصر الحالي، تلك الطريقة التي على الرغم من أنها جعلت العالم قرية صغيرة بالمفهوم الدارج، فقد وضعت المزيد من الضغوط الاجتماعية والحياتية على الإنسان المعاصر.
بالضبط عليَ خاصة أننا نعيش في عصر يمكن للإنسان فيه أن يطلع على العالم كافة ولا تكون ثقافته محدودة بحدوده الجغرافية أو حدود لغته ويمكن للمرء أن يكون له أكثر من ثقافة يتبناها حتى لو لم يكن يحيا في نطاقها. لكن أتعتقد أن ذلك قد يؤثر في المستقبل على اختفاء بعض الثقافات التي لم تأخذ عرضًا كافيًا في العالم؟
التعليقات