تبدو حياتنا كخيطٍ طويلٍ ينساب داخل متاهةٍ من الألوان والظلال لا بداية له ولا نهاية كأنها مرآةٌ خفيّة تعكس سرّ الوجود كله في هيئة رسمٍ يتداخل فيه النور بالظلمة والفرح بالحزن والميلاد بالفناء كل شيءٍ فيها يبدو عشوائيًّا لأول وهلة حتى تدرك أن العشوائية ذاتها ليست سوى حكمة إلهيةٍ لتخفي عنك دقّة الميزان الربانيّ الذي يُدير هذا الكون نحن لا نسير في فوضى بل في طريقٍ كُتِب بعلمٍ مطلقٍ لا يُدركه بصر ولا يبلغه فكر نحن مخلوقون لنمشي في هذا
هيثم سليمان
صانع محتوى وباحث سياسي اقتصادي خريج كلية العلوم السياسية جامعة دمشق
21 نقاط السمعة
1.09 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
إيهام الفهم. أثر وسائل التواصل على الوعي بالنفس والثقيف الذاتي.
وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، صارت شريانًا يمدنا بالمعلومات بسرعة هائلة، لكنها غالبًا ما تأتي مشوهة، سطحية، أو متسرعة. الإنسان الذي يختلط بها بلا وعي، يغرق تدريجيًا في ضوضاء لا تنتهي، في صور وقصص لا تعكس الحقيقة، وفي انطباعات سريعة تبعده عن التأمل الصادق في نفسه. التثقيف الذاتي يحتاج صمتًا، قراءة متأنية، وقتًا للفكر والتأمل، بينما وسائل التواصل تصنع وهم الاطلاع والفهم، فتُغلق أبواب النقد الذاتي وتضعف القدرة على رؤية العيوب والقصور في الذات. كل إشعار،
الذكي لايصرخ... بل ينتصر بصمته.
في حياتنا اليومية كما في السياسة لا ينتصر من يصرخ أكثر ولا من يندفع أولاً بل من يفهم الناس ويدرك التوقيت ويتقن فن الدخول في الوقت المناسب والمكان المناسب حين يتشاجر اثنان في العمل أو في العائلة أو بين الأصدقاء ينشغلان ببعضهما وينسيان كل ما حولهما وفي هذه اللحظة بالذات يظهر شخص ثالث لا دخل له بالصراع لكنه يملك هدوءاً وفهماً عميقاً فيتدخل بحكمة ويوجه الكلمة الحاسمة أو يتخذ القرار الصائب فيربح احترام الجميع وربما يربح ما لم يكن محسوباً
انا أصور... إذن أنا موجود!!! الإغتراب بشكله المعاصر
في زمننا هذا لم تعد العزلة مسألة مكان أو بعد جغرافي بل هي واقع يعيش في قلب تجمعاتنا الرقمية حيث تغرق الفردانية في زخم وسائل التواصل الاجتماعي فتبدو شاشات الهواتف مصدر ضجيج لا ينقطع لكن هذا الحضور الكثيف يولّد اغترابًا خفيًا ينسل بهدوء داخلنا رغم وابل الإشعارات والقصص المتجددة كل لحظة هذا المقال يحاول أن يفكك بنية هذا الاغتراب الرقمي مستندًا إلى رؤى فلسفية عميقة من الماضي والحاضر محاولاً أن يرسم كيف أعادت الفردانية المتطرفة تشكيل الإنسان ليس ككائن اجتماعي
حين يصبح الصمت عادةً ... من شدة الحب أو من بعض الخوف.
أحيانًا نقف بين رغبتين متناقضتين في داخلنا رغبة في أن نكون صادقين مع أنفسنا ورغبة في ألا نُغضب من نحبهم أهلنا.. مجتمعنا.. بيئتنا فنختار الصمت ليس ضعفًا بل حبًا وخوفًا في آنٍ واحد. ربما لم يخبرنا أحد أن السؤال لا يعني التمرد وأن التفكير لا يعني الكفر وأن العقل حين يبحث عن تفسيرات وأجوبة منطقية ومقنعه فهو هنا لا يُسيء بل يحاول أن يفهم.. أن يطمئن.. أن يثبت في عواصف التناقضات والمفارقات المجتمعية ننشأ في بيئة تقدّر الأدب والاحترام وتخاف