في حياتنا اليومية كما في السياسة لا ينتصر من يصرخ أكثر ولا من يندفع أولاً بل من يفهم الناس ويدرك التوقيت ويتقن فن الدخول في الوقت المناسب والمكان المناسب

حين يتشاجر اثنان في العمل أو في العائلة أو بين الأصدقاء ينشغلان ببعضهما وينسيان كل ما حولهما وفي هذه اللحظة بالذات يظهر شخص ثالث لا دخل له بالصراع لكنه يملك هدوءاً وفهماً عميقاً فيتدخل بحكمة ويوجه الكلمة الحاسمة أو يتخذ القرار الصائب فيربح احترام الجميع وربما يربح ما لم يكن محسوباً له.

في السياسة كما في الحياة ليس الصراع بين الطرفين هو ما يحسم النتيجة… بل من يفهم متى يتدخّل وكيف يلتقط الفرصة.

ما يُعرف في علم السياسة بـ "معادلة التأثير" يمكن اختصاره بهذه العبارة:

"حين يتصارع (أ) و(ب)... من ينتصر هو (ج)،

إذا عرف متى يدخل اللعبة."

في عالمٍ تموج فيه المصالح وتتصاعد الأزمات القوة الحقيقية لا تكون في الصوت الأعلى أو القبضة الأقوى، بل في حسن التوقيت، وفهم الدور، وقراءة اللحظة.

المنتصر ليس دائمًا الأقوى، بل الأذكى...

هو الذي يراقب المشهد في صمت، ثم يتحرّك حين يظن الجميع أن اللعبة انتهت.لنكتشف أن القوة ليست في العضلات ولا في رفع الصوت بل في قراءة الموقف في استيعاب التوتر في معرفة متى تتكلم ومتى تسكت ومتى تتحرك

العقل الذي يراقب بصبر ويختار اللحظة هو العقل الذي يصنع الفرق دون أن يصنع الضجيج

هكذا يعيش الإنسان الذكي لا يدخل كل معركة ولا يقفز في كل جدال لكنه لا يفوّت الفرصة حين تحين..

هل سبق لك ان حققت المكاسب دون الدخول في صراعات مع الآخر !!!؟