الهيبة في اللغة هي الإجلال والمخافة، ويمكن القول أن الهيبة إحدى سمات القائد الناجح، فهذا المزيج من الاحترام والخوف يجعل من قرار وكلمة القائد مسموعة ومطاعة، وبالتالي فيتمكن من الهيمنة على رعيته.
ولكن ما مصدر هذه الهيبة وكيف تتمكن من النفوس؟
يعتقد الكاتب الفرنسي غوستاف لوبون أن كل شيء يفرض نفسه عن طريق القوة والتي تزداد بالاحترام والوقار فنطلق عليها اسم الهيبة، فإن سلطة الوالي والأب ورجال الدين والنساء والأفكار عامة، نابعة من القوة التي تمتلكها، كما يقسم غوستاف لوبون الهيبة لنوعين: هما الهيبة المكتسبة أو الاصطناعية هي التي يكون مصدرها النسب أو الشهرة، وهذا النوع نراه كثيرًا حولنا الآن، و الهيبة الشخصية الذاتية تشكل حالة فردية تتعاظم بوجود عوامل الهيبة من مال وشهرة، ولكنها لا تُفقد بفقدانهم، ولذا فهي نابعة من المرء ذاته، وقلة من يتمتعون بها، ومنهم القادة المشهورين على مر الأزمان وحتى الشخصيات التي تمكنت من ذلك على مستوى شهرة أقل، مثل مدير وقائد بشركته، أو طالب بجامعته.
الهيمنة في النهاية ليست دائمًا في صالح الشعب أو الرعية، فقد يتم استغلالها من قبل هذا المهيمن صاحب الهيبة دون أن يتمكن أحد من ردعه، لأن كل من حوله تحت تأثير هيبته التي تشبه السحر، وكذلك الأفكار التي تهيمن على المجتمعات لفترة طويلة، يصعب أن يتجرأ أحد وينطق بفكرة تخالف أو لا تؤكد على هذه الأفكار وبهذا يصبح الناس واقعين تحت سطوة الأفكار المهيمنة التي لا تقبل التغيير ويخاف الكثيرين من تغييرها لهيبتها.
فبرأيكم كيف يمكن البدء بالتحرر من هيمنة الأشخاص والأفكار التي قد نكون تحت سطوتهم؟ ومن أين يبدأ التغيير بالتحديد؟
التعليقات