يقول الجاحظ: القساوة، خلقٌ مركبٌ من البغض، والشَّجَاعَة، وهو التهاون بما يلحق الغير من الألم والأذى.

وهذا تعريف مخيف للقساوة، حيث أننا جميعًا معرضون خلال سنين حياتنا لأشكال مختلفة من المعاملة من الآخرين، وقد يكون الشكل الأول للمعاملة التي نتلقاها، هو المعاملة التي نحصل عليها من الوالدين، والتي تشكل تصورنا عن المعاملة، وبالتأكيد البعض تعرض للمعاملة القاسية ولو لمرة واحدة في حياته، لربما من أحد الوالدين أو من معلم في المدرسة أو من صديق أو شريك، والتعرض للقسوة والشعور بأن الشخص المقابل يرى ضعفك أو ألمك ولا يأبه به هو شعور بالتأكيد لا يمكن تجاوزه بسهولة، فإذن ماذا علينا أن نفعل إزاء هذه القسوة ومن قسوا علينا؟

يقال: "صفق لمن علمك القساوة ثم اصفعه بقوة، لتثبت له أنك تعلّمت" الكثير من الأشخاص الذين تعرضوا للقسوة من شخص ما يحاولون بعد ذلك إثبات أنهم قد تغيروا، وأنهم أصبحوا أقسى، وقد ينزعون لرد الصاع صاعين، ولذا فيقول ابن القيم: ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب!

لأن قسوة القلب تولّد الظلم بالضرورة، وأن يبدأ المرء بظلم من حوله بقسوة قلبه، ردًا على ما تعرض له من قبل، قد يكون أمرًا لا عودة عنه، فهل توافقون على إظهار القسوة وردها بهذه الطريقة؟

ومن المهم أن نعي الفرق بين القسوة وبين الحزم والالتزام، فأن يكون الوالدين حازمين مع أبنائهم يعلّم الأبناء الانضباط والالتزام مستقبلًا، أما القسوة فتولد الظلم.

كيف تتعاملون مع القسوة إذا تعرضتم لها؟