تقدم إبن جيراننا لخِطْبَةِ عدة فتيات من إختياره هو و أمه إلى أن وافقت فتاة ما..
تعارفت الأسر و تناسبت المستويات الإجتماعية و قُرأت الفاتحة و جاءت الهدايا و الذهب (طبعا طاقم الخطبة و بعده طاقم الزفاف و هدايا المناسبات)
و بعدها سُرعان ما إنتقلا إلى مرحلة التخطيط للزفاف،
هو يُتم أخر التعديلات في بناء منزله فوق منزل والداه،
و هي إشترطت على أمها أن تُجهزها أفضل من إبنة خالتها؛
تريد أن تشتري كل شيء فاخر من الأثاث حتى كؤوس الكريستال التي ستستعرض بها أمام المدعوين- في مراسم الزفاف يُخصص يوم ما لنقل زفاف العروس عادة في المساء و يأتي المدعوون لرؤيته-
تريد تأجير فستان أبيض لماع لليلة واحدة تجلس به أمام المدعوين ليلة الزفاف.. و ينزعه زوجها الجديد في أخر الليلة ثم يتم إرساله للمحل الذي جاء منه لتلبسه عروس أخرى.. و أخرى.. من أجل المدعوين..
ثم تريد "كوافير" جيدة لتُصفف لها شعرها، و تضع لها "مكياجا" يغير خلقتها كليا و لكن يُسمى خفيفًا في الوقت نفسه.. "مكياجا" سيمضي المدعوين الليلة في مناقشته أيما نقاش.
و لا ينتهي الأمر بهذه الليلة فسوف تتواصل المراسم بعدُ أياما..
و المدعوون زحمة بشرية من أقارب و معارف سطحية أو نفاقية تأتي للفرجة.. و أكثرهم لا يمت لهاته العلاقة بأي حب أو إنتماء.
إلخ.. إلخ
أَنْظُرُ إلى هذا الثنائي؛ و أتسأل؛
أين الشغف في تكرار هاته الطقوس الذي وضعها أخرون؟
أين اللذة و المعنى في جعل إرتباط مقدس لروحين ضمن عَقْدٍ حَيَاتِيِّ، مجرد صفقة مالية و مباهاة إجتماعية، تعكر ديونها و تَبِعَاتُها مستقبل العلاقة منذ بدايتها؟
و هل هناك أصلا سبب يجعل هذه العلاقة أكثر من صفقة، أكثر من فريضة إجتماعية يُبَرْمِجُ عليها المجتمع أفراده؟
- بالنـدى
التعليقات