من خلال متابعتي غير المنتظمة لمحاكمة جوني ديب وآمبر هيرد استفزتني تعبيرات آمبر هيرد الجسدية بغض النظر عن بكائها وحركاتها التمثيلية المفتعله بشهادة الأغلبية وهذا ما لاحظته بنفسي قبل الاستماع لنتيجة الحكم ومشاهدة التقارير التي توضح مدى براعتها في التمثيل، استوقفتني كل هذه الأحاديث لأذهب و أبحث عن صور آمبر القديمة ولاحظت أنها على قدر عالي من الجمال والبراءة والرقة وملامحها أشبه بالملائكية، وهذا جعلني أتسائل هل بالفعل يمكننا تجاهل الآراء حول ارتباط الملامح الجميلة بالطيبة و ارتباط الملامح العابسة والحادة بالشر أو ما يسمى علميا بالفراسة.
فدعونا نتعرف أكثر عن الفراسة وبدايات ظهورها:
الفراسة هي فن اكتشاف شخصية الفرد ومزاجه من مظهره الخارجي من خلال ملامحه وبنية جسمه وتعبيراته وسلوكياته، ويعود اكتشافه لقبل 500 عام قبل الميلاد حين كان فيثاغورس يقبل تدريس طلابه مقابل مواهبهم ومن لا يمتلك موهبة قد يستبعده، وكان لأرسطو رأي آخر وهو أن الأشخاص أصحاب الرؤوس الكبيرة قد يكونوا خبثاء وأصحاب الوجوه الصغيرة يتميزون بالإخلاص، أما أصحاب الوجوه العريضة فيمكن أن يتسموا بالبلاهة، وأصحاب الوجوه الدائرية فيتسموا بالشجاعة.
نشأته وتطوره:
بدأ العلماء بمطلع القرن السادس عشر بالبحث بعلم الفراسة والتعمق به بصورة أكبر وقالوا أنه يمكن وضع قواعد لفهم هوية الشخص وشخصيته من خلال تحليل شكل الجسم وخاصة الوجه، وتوصل "جيامباتيستا ديلا بورتا" giambattista della porta -الأب الروحي لعلم الفراسة- من خلال تجاربه الفيزيائية والكيميائية إلى عدة نظريات أهمها تشابه الصفات بين بشر وحيوانات يمتلكن نفس شكل الرأس تقريبا.
وفي كتابه "مقالات حول الفراسة" توصل النحات "يوهان كاسبار لافاتر" Johann Kaspar Lavater في القرن الثامن عشر من خلال دراسته للوجه وتقسيمه له أربعة أقسام رئيسية وهي الحاجبين والعينين والأنف والفم، وقال على سبيل المثال أن الأنف المرفوع للأعلى قليلا يدل على أن الشخص متكبر.
الفراسة في العصر الحديث:
لو فكرنا قليلا سنجد ارتباطا وثيقا بين علم الفراسة وعلوم أخرى كثيرة مثل علم الجمال والطب ودراسة الجريمة والفلسفة وعلم النفس وعلم السلوك، وإسقاطا على قصة جوني ديب و آمبر هيرد هل يمكننا القول أن الفراسة مخطئة هنا؟ أتذكر أشخاص قابلتهم كانوا يتسمون بالفراسة بالفعل وأرى أنهم لا يرجعونها إلى دراسة أو قراءة متعمقة في علم الفراسة بل لصفة شخصية بهم وكأنها ميزة يتميزون بها أو صفة فيهم وليست مكتسبة، فيقولون هذا الشخص عنده فراسة أي يفهم الأشخاص من النظر لهم وليس بالضرورة التعامل معهم.
شخصيا في بعض الأحيان أشعر أن الأشخاص ذو الشفاه الرفيعه يتسمون بالقسوة نوعا ما خاصة في النساء، والبدينون يتسمون بالطيبة، وبعض الأشخاص يمتلكون وجه طفولي أو baby face ويتسمون بسمات البراءة.
وأنتم من وجهة نظركم هل هناك ارتباط بين الفراسة والسلوك في عصرنا الحالي؟ وهل قابلتم بالفعل أشخاص لديهم فكرة عن الفراسة ويطبقونها في حياتهم؟
التعليقات