برأيكم أيهما يؤثر في تشكيل وبناء الآخر أولاً:
العادات تصنع الثقافات، أم الثقافات تصنع العادات؟
أيهما الأكثر تأثيراً علي الآخر
العادة تصبح ثقافة - مثل الترتيب والنظافة اذا اعتاد الانسان فعلهما بصورة يومية حين اذ تصبح عادة ومع الوقت تصبح ثقافة حياة معتمدة في منزله واسرته.
جميل جدا @mattarmoutaz ، لكن هل تظن أن امور مثل الترتيب والتنظيم وغيرها جاءت عن خلفية ثقافية لتلك الأمور فتحولت لعادة يومية، أم أن الأمر جاء من تلقاء نفسة كعادة يومية؟
صحيح اخي تامر حالما يكتشف الانسان ايجابيات عمل ما على انه اضافة جيدة الى حياته سوف يتحول هذا العمل الى عادة يومية ثم يتحول الى ثقافة شعب وحياة. وبمجرد اعتياد الفرد على الترتيب والتنظيم في بيته سوف ينعكس هذا في كل مكان يذهب اليه مثل مكان العمل وهذا سوف يتحول تدريجيا الى ثقافة حياة ومجتمع. واكبر مثال على ذلك ثقافة الترتيب والتنظيم المسماة 5S في المجتمع الياباني حيث انها كانت عادة ثم تحولت الى ثقافة حياة لكل مواطن فأصبحت ثقافة حياة شعب بأكمله.
احسنت اخي @mattarmoutaz
خالص تحياتي
الثقافة والعادة كلمات متداخلة للغاية؛ فلو تقصد بالعادات هي التي يتبناها المجتمع ويغرسها في أبنائه فهي شكل من أشكال الثقافة؛ والعادة بصفتها ممارسة معينة هي ثقافة انتقلت إلينا ممن سبقونا في بيئتنا؛ فالقبائل المعزولة تمتلك ثقافة هي في الأساس عادات مثل طقوس الصيد، وتقسيم المهام، وطقوس الزواج وغيرها. فالعادات هي صورة تطبيقية للثقافات والأمور المعنوية التي نتبناها على مدار سنوات حياتنا.
مرحبا اخي @Muhammad22
جميل جدا، لكن في حال تبني ثقافة أو عادة جديدة، كيف يمكن النظر للأمر!
الثقافة مهما بلغت؛ فهي تظل في نطاق الأفكار؛ والبعض يحدث عنده صدمة حضارية أو ثقافية؛ فتراه يخرج من بيئته إلى بيئةٍ أخرى؛ فيأكل مثلهم، ويتحدث بطريقتهم، ويلبس زيهم التقليدي أحيانًا، وقد رأيت هذا مع أحد الأصدقاء عندما سافر إلى اليابان كان يأكل مثلهم بالعيدان، ويرتدي الزي التلقيدي أحيانًا -اسمه (الكيمونو)- في نظري تُعد هذه صدمة في المقام الأول، وليس تغيرًا مدروسًا نابعًا من تفكير؛ فأنا لا أرضى أن أكون تابعًا لهوية غيري وثقافته؛ فالتغيير نحو الأفضل يكون في الآراء لكن لا أدري ما المميز في تغيير ثقافةٍ أو عادة تعبر عن هويتنا إلى غيرها!
رائع جدا @Muhammad22
الهدف من مناقشة الموضوع هو بحث ومعرفة مدي تأثير المعرفة الثقافية والأفكار المتجددة، او المواكبة، علي العادات المتكررة وهكذا، وليس الامر مرتبط بتغير هوية بمعناها العام، بل علي العكس أري إن صحت الافكار والثقافة لدي الفرد مع ضوابطة العقائدية قد يكون هذا داعم وتقويم لمعايشة حيايتة بصورة أفضل مما يُحسن من الشكل العام للهوية المجتمعية ككل.
على رغم من جمال الظاهر لكن الواقع صعب؛ فقد عايشت عددًا من المقربين؛ الذين بدأوا يتأثرون بالإيجابيات فقط؛ حتى وقعوا في أمورٍ أخرى نابعة من نفس الثقافة المتحضرة؛ التي رأوا فيها كل الخير. القضية أعمق بكثير من ذلك، وأبسط مثالٍ على ذلك بعض المنح الدراسية للطلاب تكون هدفها قولبة أشخاص وإعادتهم إلى بلادهم لنشر ثقافةٍ تخدم مصالح هذه الدولة؛ بل إن الكثير من مراكز الأبحاث في العلوم الإنسانية تضع ميزانيات كبيرة فقط لمنع ثقافةٍ معينة، وتوجيه المجتمعات إلى أمرٍ بعينه. فالموضوع مثل البحر لن تعبره بدون بلل!
احسنت اخي @Muhammad22
لكن بالنظر للأمر بخلاف تغير وتشوية الثقافات الخاصة بالمعتقدات والتي بالفعل هناك الكثير من العمل والتخطيط لتشويهها وتبديلها بما يتناسب مع مخططات وحروب العقائد، لكن في طبيعة الأمور كمثال، وأننا نتجة نحو تحول رقمي وتتداخل التكنولوجيا والإنترنت في امور حياتنا، هل تري أنة يتوجب علينا إكتساب ثقافة الرقمنة لإيجادة مواكبة ومعايشة العصر الرقمي.
العادة تصبح ثقافة، فالعادة هي إجراء أو سلوك اعتاد عليه الفرد، ووجد فيها ميزة سهلت حياته أو جلبت له المنفعة، ومع تكرارها وانتشارها بين الكثير من الأفراد تصبح ثقافة، ولا مانع أن تكون العادة جالبة للضرر، ولكن الانتشار والتكرار هو ما يحوّلها إلى ثقافة.
جميل جدا استاذة @HodaNasr
اذ كيف يمكن انجاح العادات قبل وجود تبني ثقافي ومعرفي دافع لها؟
أستاذ تامر؛ اعتقد أنه كي تتأكد من فكرة تحوّل العادة إلى ثقافة، فعلينا أن نرجع إلى أصل العادة، فالعادة تنتج عن شيئين في اعتقادي؛ إما مهارات مكتسبة أو حياتية أو ممارسات اعتاد المرء على فِعلها، أو احتياجات فسيولوجية.
ولنا في الكائنات الأخرى خير دليل، فعندما تقوم بتربية قطة على سبيل المثال، فحاجتها الفسيولوجية تُلِح عليها لإخراج الفضلات، ولكن نحن نعلمّها كيف تخرجها في أماكن معينة، لكن على الجانب الآخر، فعندما ترى تلك القطة فأرًا على سبيل المثال فتحاول اصطياده، وهنا تتفق في مع غيرها من القطط الضالة.
من ناحية أخرى؛ عندما تبحث عن التعريف اللغوي لكلمة عادة في أي معجم، ستجد أنها نمط من السلوك أو التصرف المعتاد الذي يتم فعله مرارًا وتكرارًا من غير جهد، أما التعريف الإصطلاحي لها فهو أنها أعراف يتوارثها الأجيال لتصبح جزءًا من عقيدتهم، وتستمر ما دامت تتعلّق بالمعتقدات على أنّها موروث ثقافي.
وعليه فمازلت اعتقد أن العادة تصبح ثقافة.
جميل جدا، كل الشكر @HodaNasr
السؤال ليس بسيط كما يبدو، صحيح أن الثقافة تنشأ بسبب عادات معينة، لكن هذا في المرحلة الأولى وحسب من تكوّن الثقافة، فبعد نضج واتضاح معالم ثقافة معينة يصبح من الصعب تغييرها باستخدام العادات وإرساء ثقافة جديدة، فيصبح بهذا تأثير الثقافة طاغي وهو ما يشكل العادات للأفراد اللاحقين الذين ينشأون في ظل ثقافة معينة، فيكتسبون العادات التي تعزز هذه الثقافة بالضرورة، والتغيير الثقافة مجددًا نحتاج لوقت وجهد طويل لكي يتخلى الفرد عن الثقافة ثم يتخلى عن العادات المرتبطة بها ثم يكتسب عادات جديدة ويمارسها الكثير من الأفراد معه لتتحول لثقافة في نهاية الأمر.
احسنتي استاذة @Zeina_Mahmoud
بالفعل الأمر ليس بهذا البساطة، لذلك عند تبني بناء عادات جديدة نحن بحاجة لنشر الثقافات التي تدعو وتدعم تلك العادات المستهدفة، وكما تفضلي واشاراتي أنة بالفعل نشر الثقافات يحتاج الكثير من الوقت والجهد حتي تتحول هذة الثقافة الجديدة لعادات راسخة.
خالص تحياتي
العادات تصنع الثقافات، أم الثقافات تصنع العادات؟
الموضوع شيق والكلام فيه يطول لكن سأختصر الإجابة وأقول:
العادات تصنع ثقافات مالم تصطدم بثقافات أخرى أقوى، أو تجد في نفس الإنسان لها مكان.
كما يؤثر التوسع الثقافي والفكري على هذا الأمر، وعن تجربة شخصية هناك الكثير من الثقافات والأفكار التي كانت تؤثر على اندثرت وكونت أفكارا وثقافات أخرى حينما اطلعت على أفكار ورؤى جديدة ومختلفة.
رائع جدا اخي @Mahmoud_Elfawy
وهل ما أشارات الية في هذة الفقرة من مكتسباتك الفكرية والثقافة الجديدة أثرت علي عاداتك او ساهمت في بناء عادات جديدة؟
وكونت أفكارا وثقافات أخرى حينما اطلعت على أفكار ورؤى جديدة ومختلفة.
وهل ما أشارات الية في هذة الفقرة من مكتسباتك الفكرية والثقافة الجديدة أثرت علي عاداتك او ساهمت في بناء عادات جديدة؟
الحقيقة أن الأمر كان أكثر من مجرد ثقافة وأعمق من أن يغير عادات قديمة أو يصنع أخرى جديدة، هذا التغيير أثر في بعض الأمور التي تعد من العقيدة إن جاز لنا ذلك.
لكن يمكنك القول أنه قد ساعد على تفتحي الفكري وتقبلي لآراء أخرى مختلفة، وكبح جماح تسرعي في الدفاع عن الموروثات مالم أحقق فيها جديا.
جميل جدا، خالص تحياتي @Mahmoud_Elfawy
أنقل لكم مشاركة رأي لأحد الزملاء علي إحدي منصاتي الآخري، لمزيد من إثراء المناقشة ،فكيف ترون الامر.
يقول المشارك
الثقافه تصنع العاده.....
لأن الإنسان اللى بيمتلك ثقافه معينه هتكون عاداته وسلوكياته مبنيه عليها وثقافته دى بتأثر بنسبه كبيره جدا فطريقه الحياه اللى عايشها يعنى ( العادات)....
والسبب مثلا انا لما كنت بتعامل فالارياف فقط كانت عاداتى مقتصره على ثقافه الفكر الريفى...لما سافرت أماكن كتيره ومحافظات تانيه حصل عندى انفتاح خارجي ..أثرت بشكل مختلف على حياتى وطريقه تفكيرى وتبنيت ثقافه مختلفه وبالتالى أوجدت عندى عادات مختلفه...ساعدونى بشكل أكبر انى احدد مكانى بالطريقه اللى عايز اعيش بيها اللى هيا ( العادات).....(تجربه شخصيه )
الثقافه تصنع العاده.....
إن الثقافة بمعناها الحقيقي لا تصبح ثقافة إلا بعد التطبيق والنقل إلى الجيل الآخر؛ فالقبائل المنعزلة والتي يطلق عليها «بدائية» -وأنا ضد هذا المصطلح- تمتلك ثقافة تنقلها إلى الأجيال المتعاقبة؛ فتراهم يمارسون عادات الزواج بنمطٍ معين والصيد وغيرها وكلها يمكن أن يطلق عليها ثقافة؛ فمن وجهة نظري أرى أن الثقافة والعادة لا ينفصلان عن بعضهما؛ إلا لوجردت معنى العادة من المعنى العميق وقصدتها بالمعنى السطحي وهو ما تعود الشخص على فعله مثل الاستيقاظ في السابعة صباحًا.
عظيم جدا، احسنت اخي @Muhammad22
التعليقات