إننا وحيث نكبر كل يوم ونتقدم نكتشف قدراتنا ونبدأ في فهم نقاط ضعفنا وقوتنا، لكن هذا الفهم لا يأتي بسهولة وإنما يأتي بكثرة التجارب فالتجربة خير برهان في كل شيء، ومع كثرة التجارب يحدث الفشل والمجازفة ويدفع المرء الضرائب الباهطة، ولكن كيف ننهض بعد كل تجربة ونعاود المحاولة ونطور أنفسنا؟

النسر هو الطائر الأطول عمرًا بين الطيور حيث يصل عمره لسبعين عام، ولكي يصل النسر لهذا العمر فعليه أن يتخذ قرارًا صعبًا، عندما يصل النسر لسن الأربعين ينحني منقاره الحاد وتصبح أجنحته ثقيلة وملتصقة بصدره مما يجعل الطيران عملية متعبة جدًا، كما ترتخي مخالبه الحادة ويصبح غير قادر على الصيد، وعندها يصبح هذا الطائر أمام خيارين لا ثالث لهما، والخيار الأول هو الاستسلام لهذه التغييرات والموت، أو المرور بتجربة وتغيير قاسي مدته مئة وخمسين يوم ليتمكن بعدها من العيش، و يتطلب الخيار الثاني أن يحلق النسر لأعالي الجبال حيث يقوم يضرب منقاره بالصخر حتى يتهشم ويزول تمامًا ويقوم بانتزاع مخالبه الهرمة ونتف ريشه الثقيل، وينتظر بعدها أن تنمو من جديد، وبعد خمسة أشهر يعود النسر للحياة من جديد ويتمكن من العيش بقوة وصحة لثلاثين سنة إضافية، هذا ما قرأته حول حياة النسر، وإن الحكمة المرجوة هذه الحقيقة العلمية أننا قد نمر جميعًا بلحظات ضعف وعجز تجعلنا نظن أننا انتهينا ولا أمل لنا في النهوض مجددًا، ولكن عند تلك اللحظة تحديدًا تبزغ أهمية القرار الجذري الذي يجب علينا اتخاذه لننهض مجددًا، حيث يعود المرء ويكتشف أن فيه من القوة والحزم ما لم يتخيله من قبل، وما لم يكن ليعرفه لولا التجربة، علينا جميعًا أن نكون أكثر رفقًا وحزمًا مع أنفسنا، قد يبدو هذا الكلام متناقضًا لكنه ليس كذلك، فعلينا أن نكون أكثر رفقًا بأنفسنا حين نفشل ونقع وتخذلنا قدراتنا والظروف، وعلينا أن نكون أكثر حزمًا في عزمنا على النهوض مرارًا وتكرارًا، وهذا ما أحاول فعله في حياتي أحاول قد أفشل وقد أنجح، ولكن بكلتا الحالتين أستمر في السير وفي المحاولات، لأكتشف كل مقدرة لدي وأطورها، وأسير بخطي الزمني الخاص فقد يبدو تقدمي بطيئًا للكثيرين من حولي لكنه بالنسبة لي مناسب لقدراتي، فلا بأس في الخطأ في تقدير القدرات والميزات، ولكن الخطأ أن نستسلم لذلك الخطأ ونظن أنه نهائي لا يمكن بعده المحاولة أو النجاح.

أخبروني كيف تتغلبون على التجارب الفاشلة في الحياة؟

وكيف تعملون على تعزيز تجاربكم لتتمكنوا من التطور؟؟