وجود الانسان في اماكن لا تشبهه هو ما يصنع الطفرات

هنالك من يستطيع التكيف والتأقلم، وهنالك من لا يملك ذلك.

على رغم مسئولية الشخص في اتخاذ كلّ ما يزلم لمحاولة التكيّف مع المحيط أو إيجاد نقطة واصلة تتفق بين ميوله وذلك المجتمع الذي يبدو لوهلة مختلفاً عنه، إلا أنّ تلك المسئولية لا تقع على عاتق الشخص وحده، على المحيط أن يكون معاوناً جيداً ويحاول جذب (مَن يبدو شاذاً عنه) ليندمج معه..

هذا الأمر لا يقع في شخصياتنا وتخصصاتنا وحياتنا فقط.. بل إنه قد يعني الحياة بأكملها ومدى تقبّلها لأولئك المختلفين عن الطبيعيين سواء صحياً أو نفسياً أو جسدياً أو حتى عقلياً..

لذلك أؤكد هي ليست مسئولية الشخص وحده، وإنما المجتمع بأكمله.

قال لي أحدهم: "لا أحب عملي، لكني لا أعرف غيره".

ليس بالضرورة أن يعمل الإنسان ما يحب، ربما لم يقدر لك أن تجد العمل الذي تحب. هل تترك نفسك بلا عمل حتى تجده؟!

من الحماقة أن نظل بلا عمل بدافع أننا لم نجد المجال الذي يناسبنا، وكما قيل: "أحبب ما تعمل حتى تعمل ما تحب".

وهناك الكثير من الأعمال التي نحبها، لكن لا نستطيع أن نعمل بها لضعف إمكانياتنا المادية.

والعمل غاية للحصول على الاكتفاء المادي الذي يغنينا عن مد أيدينا لغيرنا إما يعطينا أو يمنعنا.

رغم ذلك، لو أمامي خيارين أحدهما أن أكون في مكان يشبهني وآخر ألا أكون، فسأختار الأول؛ لأن ذلك يضمن أن أتطور بشكل أسرع، بعكس محاولة بناء حلقة وصل بين التخصصين وهو أمر قد لا ينجح أحيانًا وقد يأخذ وقتًا طويلًا.

ف احيانا اذا شعرنا اننا لسنا فالمكان المناسب لنا علينا المغادره

إذن متى يكون القرار المناسب أن نغادر ومتى لا يكون؟ أي أنه لو أمامك فرصة لمغادرة ذلك التخصص الذي لا يناسبك، متى ستقرري المغادرة؟

اختلف معكِ إلى حد ما، وجودنا في مكان لا يشبهننا هو تجربة جديدة قد تنجح أو تفشل حسب عدة معطيات أهمهما وبكل تأكيد هي الخبرة في هذا المجال سواء كانت خبرة مكتسبة أو خبرة يمكننا اكتسابها. فلا يمكن لشخص يعمل كمدرس أن يعمل في مستشفى مثلًا لعدم وجود احتمال تحصيل أي خبرة ممكنة، على العكس من ذلك يمكن للطبيب أن يدرس بعض المواد ولكنه سيفتقد للجزء التربوي. وبالتالي أفضل التخصص أو على الأقل العمل في مكان لدينا شغف به وعلم ولو بسيط بمجريات أموره.