"تنقلنا المطالعة من عالم مغلق ذو وجهة نظر واحدة، إلى عالم مفتوح متنوع النظرات ومتعدد المشارب"

"تنقلنا المطالعة من عالم مغلق ذو وجهة نظر واحدة، إلى عالم مفتوح متنوع النظرات ومتعدد المشارب" 

بالفعل، القراءة أشبه بالجلوس على شاطئ البحر، أما عدم القراءة فأشبه بالجلوس في غرفة من أربع جدران وسقف تكاد تطبق على صدرك.

هل تعتقدون أننا سنستغني عن القراءة يومًا ما؟ 

لا يمكننا أن نعمم، لكنني أعتقد أنه يمكن للبعض أن يستغني عنها، في وجود الكتب الصوتية، الملخصات وحتى البودكاست.

خاصة أولئك الذين لم يقرؤوا من قبل، أو حتى ليسو شغوفين بالقراءة.

وما هي البدائل التي يمكن أن تحل محل القراءة؟

هناك الكثير من البدائل، كما قلت الكتب الصوتية، البودكاست، والفيديو القصير وفيديوهات تيكتوك...

هل تعتقدون أننا سنستغني عن القراءة يومًا ما؟ وما هي البدائل التي يمكن أن تحل محل القراءة؟

لا أظن ذلك، إستغنائنا عن القراءة يعني إستغنائنا عن الماضي، وبالتالي ضياع مستقبلنا ولا نستطيع الجذم أننا يمكن التفريط في المستقبل، هل تريدين أن تحيي حياة أكثر من حياتك؟ أعتقد أنكي تعرفين الإجابة.

ولكن حين نريد أن نعيش حياة واحدة وترك عدة حيوات، أظن عندما نصل لمرحلة أن حياتنا في عالم إفتراضي مثالي أفضل من ألف حياة.

هل تعتقدون أننا سنستغني عن القراءة يومًا ما؟ وما هي البدائل التي يمكن أن تحل محل القراءة؟

بالتاكيد القراءة من أكثر المهارات التي تساعد جدًا في تنمية مهارات التفكير والتخيل وصياغة الأفكار، وأيضًا تمكننا من فهم العالم حولنا وحتى ذاتنا نفسها بشكل أكبر، ولا أعتقد أبدًا أننا من الممكن ان نستغني عنها في يومٍ ما، ولكن في نفس الوقت علينا أخذ نماذج التعلم المختلفة بالحسبان، فالقراءة ليست هي الوسيلة المُثلى لتلقي المعلومات لدي الجميع؛ فنموذج فارك «VARK» الذي هو اختصار للأحرف الاولى لكلمات تعبر عن الوسائل التعليمية المختلفى التي يتعلم بها الأشخاص، وهم كالأتي:

• بصري: Visual.
• سمعي: Auditory.
• القراءة: Reading.
• حركيٌّ: Kinesthetic.

ولهذا نجد أن بعض الناس تتعلم بشكل أفضل عن طريق الرسومات والمخططات والرسوم المتحركة والخرائط، بينما اخرون يفضلون أخذ معلوماتهم من سماع الـ«Podcasts» المختلفة، وأخرون يفضلون التعلم عن طريق التطبيق العملي، وأخرون يفضلون القراءة. ولهذا أرى ان القراءة لن تختفي أبدًا، وأنه من الجيد أن يكون هناك وعي بالطرق المختلفة للتعلم وتلقي المعلومات؛ لأن الطريقة نفسها لا تهم مادام الهدف واحد وهو زيادة الوعي الثقافي وانتشاره.

رغم أنّ كثيرين يقولون بأن هنالك تراجع للمطالعة إلا أنني أظن عكس ذلك..

إن كان هنالك تراجعاً فربما في تبادل المعرفة ونقاش ما نطالع أو ربما بقوة وتعدد الخيارات.

حسناً في الوقت الذي لا أملك فيه المطالعة أو لم أستطع تحصيل الكتاب قد أستمع للكتاب بشكل صوتيّ..

أعلم بأنّ نكهة ومتعة الاستماع لا تقارن بالقراءة لكن على الأقل يمكنني معرفة المحتوى وحول ما يدور بفكر الكاتب.. فإن لفت نظري حينها تصبح عملية الوصول للكتاب إلزامية بالنسبة لي.. وإلا أكتفي بما استمعت إليه.

"تنقلنا المطالعة من عالم مغلق ذو وجهة نظر واحدة، إلى عالم مفتوح متنوع النظرات ومتعدد المشارب"

اختي زينة، أتفق معك أن المطالعة عنصر هام في الثقافة وفي رفع مستوى المعرفة عند الشخص وبالتالي سوف يصل الى العالم المفتوح متعدد المشارب متنوع النظرات.

ولكن المطالعة قد لا تكون تخصصية وقد تكون تفاعلية وقد تكون عابرة ومنوعة، ولذلك حتى من يقضون اوقاتا على منصات التواصل الاجتماعي فإنهم يقرؤون ولكن على غير الطريقة المعتادة او النظامية.

لهذا فإن أمية القراءة تعني العزوف التام عن التزود بالقراءة والمعرفة من اي من المصادر، ناهيك ان التقنيات الرقمية قد وفرت امكانية الاطلاع والقراءة بطرق مختلفة ومختصرة وقد تكون حصيلة ذلك ممتازة على غير ما نتوقع.!